الأمر الآخر الذي تمّ تجاهله هو أنّ مكتبة (شيخ العراقَين) في كربلاء هي في الحقيقة نتاج المكتبة التي عكف الشيخ على جمعها في طهران ، ثمّ أخذها معه عند هجرته إلى العتبات المقدّسة ، وممّا ورد في ذلك :
«جمع في طهران خزانة جيّدة ، ولمّا جاء العراق جاء بكثير منها ، وأخذ في تزييدها بالنسخ والشراء وبذل الأموال الكثيرة ، وتحصيل النُسخ النفيسة حتّى صارت أغنى خزانة في العراق. وأوقفها على القابلين للانتفاع بها وجعل التولية لأولاده وذراريه»(١).
نشاط (شيخ العراقَين) في مقارعة الفرق المنحرفة
(البابية والبهائية) داخل البلاط القاجاري وخارجه
في شتاء عام (١٢٢٥ للهجرة الشمسية) (٢) ، طلب البابيّون مقابلة الملك الإيراني ، فحال (شيخ العراقَين) دون الاستجابة لهذا الطلب. وقد تزامنت انطلاقة الباب نحو طهران بوفاة (منوتشهر خان معتمد الدولة) حاكم إصفهان ، الذي كان يحمل في سجلّه إكرام وفادة وضيافة الباب ، وبعد مجي الحاكم الجديد لم يتلقّ منه الباب الدعم والتعاون الذي كان يحصل عليه من الحاكم السابق ، بل قام الحاكم الجديد بإرساله إلى طهران تحت الحراسة. والنقطة الهامّة التي يتمّ تجاهلها ولا
__________________
(١) تكملة أمل الآمل ٣ / ٢٣٠ ـ ٢٣١.
(٢) انظر : يك سال در ميان إيرانيان (عام كامل بين الإيرانيّين) ، ترجمه إلى اللغة الفارسية : ماني صالحي علاّمة : ٨٩.