فقال الشيخ : يعرفني الآقا السيّد أسد الله الإصفهاني نجل السيّد محمّد باقر الإصفهاني عالم الدين في إصفهان جيّداً. فكتب أمير كبير كتاباً إلى إصفهان ، وبعد مدّة قصيرة كتب السيّد في جواب رسالة صدر إيران الأعظم ، قائلاً : «إنّي أعرف الشيخ عبد الحسين صاحب القامة الطويلة. له زوجة تنتمي إلى القبائل العربية الحاتمية ، خطبتها له يوم كنّا معاً في عراق العرب».
وعندما وصل الكتاب إلى أمير كبير ، أطرق مفكّراً يتعجّب لأمر عالم كبير وتقي وزاهد يعيش على تلك الحالة من الفقر والفاقة ، وهو يقول : يموت أهل العلم جوعاً ، ويجلس في الصدارة من ليس له من العلم حظّ؟! أفّ لكِ يا دنيا ، أفّ لكِ يا دنيا.
وفي أحد الأيّام جاء ناصر الدين شاه القاجاري برفقة أمير كبير لرؤية الشيخ ، فقال الأمير للشاه : هذا هو الشيخ عبد الحسين ، وهذا هو كتاب الآقا السيّد أسد الله الإصفهاني. فأصدر الشاه القاجاري أمراً إلى العدلية بقراءة توقيع الشيخ وتنفيذه. وقام الميرزا محمّد تقي خان الفراهاني (أمير كبير) بتقديم ألف ليرة إلى الشيخ ، وأمره أن يلقي من يوم الغد درساً في مسجد الشاه ، كي يستفيد فضلاء الحوزة من علمه.
وفي اليوم الأوّل شرع بتدريس كتاب الرياض في مسجد الشاه ، ولم يتجاوز الحضور سوى اثنين أو ثلاثة من الطلاّب في حوزة درسه. وفي اليوم الثاني ارتفع عدد الطلاّب إلى عشرة ، وفي اليوم الثالث صار عددهم ثلاثين طالباً ،