بمعنى : أنّ الجواب لم يكن صحيحاً.
فرأى الشيخ عبد الحسين أنّ من واجبه الشرعي تنبيه ذلك العالم إلى خطئه ؛ فقال له : إنّ الحكم الذي كتبتموه على هامش ذلك السؤال غير صحيح ، فهو على خلاف القوانين والتشريعات الإسلامية. فالتفت جميع من في المجلس إلى الشيخ الوافد حديثاً ، وتساءلوا فيما بينهم : من يكون هذا الشيخ الذي سمح لنفسه بالإشكال على عالم البلدة؟!! .. وأساءوا معاملته!
وفي اليوم التالي من تلك الحادثة ، جاء البقّال برفقة موظّف في الدولة إلى الشيخ ، وقال له : إنّ الميرزا تقي خان أمير كبير صدر إيران الأعظم يريد زيارتكم ، وسوف يكون عندكم في مساء الغد!
فقال الشيخ عبد الحسين : لست أعرف الأمير ، ولا الأمير يعرفني ، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يحملون اسم عبد الحسين في هذه المدينة ، وربّما حصل تشابه في الاسم. فقال مبعوث الأمير : ألم تكن في مجلس الأمس حيث وقعت تلك الحادثة؟ فقال الشيخ ، بلى ، كنت هناك ... فقال : إذن أنت الذي سيأتي الأمير إلى لقائك.
فسارع البقّال يحمل بعض السجّاد من داره وفرش بها غرفة الشيخ وأعدّها للقاء الأمير. وفي مساء الغد من ذلك اليوم جاء أمير كبير لرؤية الشيخ عبد الحسين ، وقال بعد سؤاله عن وضعه : من أنت؟ ومن أين أقبلت؟! لقد نقلوا لي حادثة مجلس الأمس ، ورووا لي المعاملة السيّئة التي تلقّيتها منهم ؛ فهل هناك من يعرفك؟!