ويبدو أنّ شدّة الفقر حملت (شيخ العراقَين) على العودة إلى طهران بحثاً عن الانفراج بعد الشدّة ، فجاء بأسرته واستأجر غرفة متواضعة ، ولم يكن حاله في بداية الأمر بأحسن ممّا كان عليه عندما كان في النجف إلى حين تحسّن أمره لاحقاً ؛ إذ يروي الأستاذ المحقّق مرتضى المدرّسي الجهاردهي(١) في مقالة له بعنوان : إيران في العالم العربي (عراق العرب) ، والتي طبعت في شهر مهر سنة (١٣٤٥ هـ ش) في إحدى المجلاّت الثقافية ، قائلاً :
«روى لي كبار السنّ من ذوي البصائر في كربلاء أنّ الشيخ عبد الحسين الطهراني بعد إكمال الدراسات العليا عاد من النجف إلى طهران ، واستأجر هناك غرفة وسكن فيها ، وكان يقترض مبلغاً لا يتجاوز الشاهي ـ بعملة ذلك الوقت ـ من بقّال يقع حانوته في رأس الشارع ليشتري به قوت يومه. وذات يوم قال البقّال للشيخ : لم يعد بإمكاني إقراضك أكثر ممّا فعلت! فاضطرّ الشيخ إلى التفكير في أمر معاشه ، وعند الفجر توجّه إلى مجلس أحد علماء الدين المعروفين في طهران ، وجلس في زاوية منه ، وصدف أن انتبه إلى أنّ شيخ المجلس قد كتب حكماً على هامش سؤال تقدّم به أحد الأشخاص ، ولم يكن الجواب مطابقاً للضوابط العلمية!
__________________
(١) مرتضى المدرّسي الجهاردهي نجل الشيخ محمّد المعروف بآية الله الجهاردهي ، من الكتّاب والمحقّقين المعاصرين ، وقد نشر العديد من الأعمال التحقيقية القيّمة. وإن مكتبته الخاصّة التي ورث الجزء الأكبر منها من جدّه الميرزا محمّد علي المدرّسي الجهاردهي ، وأعدّها من خلال نقلها من النجف الأشرف إلى طهران ، تعتبر من حيث اشتمالها على مجموعات لتفسير القرآن الكريم مهمّة جداً. وترك الكثير من الكتب ومئات المقالات.