وكل شيء سيفنى ويموت مع مرور الزمن ، إذ ثبت اليوم علميّا أن كل الأشياء تفنى وتندثر مصداقا لقوله تعالى : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ). (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ. وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ).
ثانيا : والنفس ليست الروح كما اعتقد وكتب الكثيرون : وإلا فما الذي يصعد إلى البرزخ عند الموت إذا كانت النفس هي الروح (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) ومن يطلب من المولى الرجوع إلى الحياة بعد الموت إذا كانت النفس هي الروح (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ. لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (المؤمنون : ٩٩ ـ ١٠٠).
وإذا كانت النفس هي الروح فما هو الذي يعرض على النار من آل فرعون بعد موتهم في قوله تعالى : (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) (غافر : ٤٦) ، وبما ذا تزوج النفس يوم البعث إذا كانت هي البدن أو الروح في قوله تعالى : (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ)؟
فالروح هي الجوهر المسبب والمحرك الأول لكل حياة ، والعقل المفكر وآلته الدماغ الإنساني هو الذي أعطاه المولى السيادة والذي يجب أن يسيطر على الدماغ الحيواني فينا والذي بواسطته تحقق النفس نزواتها وأهواءها. (في دماغ الإنسان مراكز تسمى بالدماغ الجديد أو الدماغ المفكر ، ومراكز تسمى بالدماغ الحيواني مصدر الانفعالات والظواهر النفسية والعضوية من غضب وحبور ولذة وتعاسة وقلق وطمأنينة وغيرها).
نحن نعتقد من زاوية إيمانية قرآنية أن الروح مركزها الرئيسي في الصدر والقلب ، ومن القلب تتوزع الروح بواسطة النفس أي الدم إلى كل خلية من