كعصاب القلق النفسي وعصاب الهستيريا وعصاب الخوف وعصاب الوسواس القهري ، وأمراض الشخصية العصابية وكلها أمراض متأتية من عقد نفسية دفينة لم تجد حلا إلا من خلال المظاهر النفسية التي يشكو منها المريض وقد فصلنا بعضها في الفصول السابقة.
د ـ الإحباط النفسي الارتكاسي
وهو نتيجة انهيار مقاومة الإنسان النفسية والجسمية بفعل مسببات خارجية عديدة لا حصر لها ، أجهدت الجسم والعقل والنفس واستنفدت كل مقاومته ، أو بفعل مفهوم خاطئ لمعنى الحياة والعمل ، فالعمل الدائم والركض اللاهث وراء متاع الدنيا دون أن نعطي العقل والنفس والجسد حقهم من الراحة الضرورية اليومية هما من مسببات الانهيار النفسي الانهاكي كما نحب تسميته وهو الشكل الأكثر شيوعا اليوم وخاصة في المجتمعات المادية.
٥ ـ علاج الإحباط النفسي
أعطى الإسلام الحل الصحيح الشافي لجميع مشاكل الإنسان ، ومنها أمراضه النفسية العصابية [أي المتأتية من مؤثرات وعوامل خارجية ظالمة ومفاهيم تربوية واجتماعية خاطئة] إنما المشكلة اليوم هي في التنظير والبرمجة والتطبيق لهذه المفاهيم الاسلامية التربوية والأخلاقية والنفسية والاجتماعية والدينية في البيت والمدرسة والمجتمع ، منذ نشأة الانسان وحتى مماته ، وقد فصلنا شيئا من هذه المفاهيم الاسلامية النفسية في فصول سابقة من هذا الكتاب ، وكما سبق قوله : كل انسان غير مؤمن إيمانا صادقا ، هو في نظرنا مريض عصابي ، بصورة خفية أو ظاهرة مهما حاول إخفاء عوارض عصابه : فالإسلام إذا فهم ودرس وطبق بصورة منهجية علمية في البيت والمدرسة والمجتمع ، هو وحده القادر كنظام كامل لا ثغرة فيه على شفاء الإنسان من عقده النفسية التي تسبب أمراضه العصابية ، ومنها الإحباط النفسي ، لا بل إن