قرآني قائم إلى يوم الدين لكل من يدعي أن باستطاعته إعادة الروح إلى الجسد ، أي إعادة الحياة إلى الأموات كما يفكر بعض السذج من علماء الأحياء) (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (الواقعة : ٨٣ ـ ٨٧).
ولقد حددت الآيات الكريمة التالية شروط الموت الطبي التي نستطيع من خلالها أن نؤكد شرعيّا بأن المريض قد مات طبيّا بالمعنى المتعارف عليه اليوم بالرغم من خفقات قلبه ويمكن بالتالي نقل أعضائه إلى المحتاجين من المرضى.
(كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ) (القيامة : ٢٦) : أي حتى إذا بلغت الروح مستوى الترقوتين (وهما عظمتان في المستوى الأعلى للقفص الصدري ومستوى الحلقوم) في هذه الحالة يتوقف عمل الرئتين ويضطر الأطباء لاستعمال آلة التنفس الاصطناعي.
(وَقِيلَ مَنْ راقٍ) (القيامة : ٢٧) : أي وقال أهله من يستطيع أن يأتي لهذا المريض ب «رقية» أي بأعجوبة تنجيه من الموت.
(وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ) (القيامة : ٢٨) من وجوه معاني هذه الآية نرى تأويلها الآتي والله أعلم : أكد أهل الاختصاص أن هذا المريض قد فارق الحياة لأن الشدة المرضية تتوالى عليه : (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) (القيامة : ٢٩).
في هذه الحالة وبعد أن تصل الروح إلى مستوى التراقي والبلعوم يسأل الأهل الفريق الطبي المعالج هل من أعجوبة طبية تنقذ المريض؟ فيؤكد الفريق الطبي أن هذا المريض هو في حال «فراق» لأن الشدائد والمضاعفات الطبية توالت وتتوالى عليه ، ولا رجاء منه ، وأنه في حالة الموت الدماغي ، وهو بين يدي الرحمن الذي قال : (إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ). وهكذا نجد أن القرآن الكريم وصف وحدد علامات الموت الطبي أو موت الدماغ من