.................................................................................................
______________________________________________________
مانعا عن تأثير الآخر منهما كما في إرادة شخصين مع كون ما أراده أحدهما مضادا لما أراده الآخر ومن هذا القبيل ما ذكره قدسسره من أنّه ربّما تكون العلة التامة لأحد الضدين مانعا عن تأثير المقتضي للآخر كالشفقة الشديدة على الولد الغريق حيث إنّها تمنع عن تأثير المحبة للأخ الغريق في إرادة إنقاذه وإلّا فيمكن أن يقال إنّ مجرّد المحبّة لا تكون مقتضية لإرادة إنقاذ الأخ ، وعلى ذلك فيمكن أن يقال إنّ تحريك الجسم من الغالب في إرادته غير مانع عن تحريك الآخر بل المانع هو إرادة الغالب في إرادته ، فيكون عدم تحريك المغلوب في إرادته مستندا إلى إرادة الغالب لا إلى نفس إسكانه.
وعليه فالضدين لا يكون بينهما تمانع بالمعنى المصطلح في أجزاء العلة التامة للشيء سواء كان لحاظ صدورهما عن شخص أو شخصين والمانعية إنّما هي في إرادة الشخص الغالب في إرادته ، وهذا لا يتصور في لحاظ الضدين بالإضافة إلى شخص واحد فإنّ تحقّق إرادة الضدّ من شخص واحد لا تجتمع مع إرادته الضدّ الآخر فإن لازم تحقّق الإرادتين ، إرادة الجمع بين الضدين بخلاف إرادة شخصين فإنّ مقتضى إرادتهما تحقّق ما أراد كل منهما دون ما أراد الآخر.
إذن فالمانعيّة بين الضدين بمعناها اللغوي ـ أي المنافرة بينهما وعدم اجتماع أحدهما إلّا مع بديل الآخر ـ حاصلة بين الضدين ولكن هذا غير المانع الذي يعدّ من أجزاء العلّة التامّة للشيء فانّ المعدود عدمه من أجزائها ما كان يجتمع مع المقتضي ويمنع عن تأثيره ، كما في النار المماسّة مع الجسم القابل للاحتراق حيث إنّ رطوبة ذلك الجسم تمنع عن تأثير النار.
وأمّا إذا لم يكن من اجتماع المقتضيين (بالكسر) كما في إرادة شخص لأحد