لذلك باب ستره صلىاللهعليهوآله بالحجاب عن عين
عوراء بنت الحرب ، وأخرج الحديث بذلك من عدّة وجوهفراجعه حتّى تعرف عناية اللَّه بأوليائه
محمّد وعترته ، ولا تفوّه بما قلت يابن تيميّة ، لا يأوي المهدي إلى أهل الضلال
وقد حرمك اللَّه من ولايته ونور طلعته .
وقد رووا بأسانيد متعدّدة عن إبراهيم بن
مهزيار أنّه وصل إلى خدمته وتشرّف بلقائه في بعض فلوات الطائف فقال له من جملة
كلامه : « إنّ أبي عهد إليّ أن لا اُوطن من الأرض إلّا أخفاها وأقصاها إسراراً
لأمري وتحصيناً لمحلّي من مكائد أهل الضلال والمردة من أحداث الاُمم الضوال ،
فنبذني إلى عالية الرمال » .
إلى أن قال : « اعلم يا أبا إسحاق إنّه
صلوات اللَّه عليه قال : يابني إنّ اللَّه جلّ ثناؤه لم يكن ليخلي أطباق أرضه وأهل
الجدّ في طاعته بلا حجّة يستعلي بها و إمام يؤتمّ به و يقتدى بسبيل سننه ومنهاج
قصده ، وأرجو يا بنيّ أن تكون أحد من أعدّه اللَّه لنشر الحقّ ووطي الباطل و إعلاء
الدين و إطفاء الضلال ، فعليك يا بني بلزوم خوافي الأرض وتتبّع أقاصيها »الحديث .
ثمّ
قال المحروم ابن تيميّة : وقيل رابعاً :
فإذا كان هو لا يمكنه أن يذكر شيئاً من العلم والدين لأحد لأجل هذا الخوف لم يكن
في وجوده لطف ولا مصلحة ، فكان هذا مناقضاً لما أثبتوه ، بخلاف من اُرسل من
الأنبياء وكُذِّبَ فإنّه بلّغ الرسالة وحصل لمن آمن به من اللطف والمصلحة ما
__________________