عكرمة فإنّه قال : كان نبيّاً فتفرّد بهذا القول ، انتهى (١) .
وقال هو في خطبة كتاب الكشف والبيان في تفسير القرآن ما لفظه : وفرقة حرموا (٢) الإسناد الذي هو الركن والعماد ، فنقلوا من الصحف والدفاتر ، وجروا على هوس الخواطر ، وذكروا الغثّ والسمين والواهي والمتين ، وليسوا في عداد العلماء ، فصنت الكتاب عن ذكرهم ، والقراءة والعلم سنّة يأخذها الأصاغر عن الأكابر ، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء (٣) .
إلى أن قال : واستخرت اللَّه تعالى في تصنيف كتاب شامل كامل مهذّب ملخّص مفهوم منظوم ، أستخرج من زهاء مائة كتاب مجموعات مسموعات سوى ما التقطته من التعليقات والأجزاء ، والتقطته من أفواه المشايخ الكبار ، وهم قريب من ثلاثمائة شيخ ، نسقته بأبلغ ما قدرت عليه من الإيجاز والترتيب ، ولفّقته بغاية التنقيب والترتيب ، إلى آخر الخطبة (٤) .
الوجه الرابع : أنّ هذا الحديث باللفظ الذي رواه الثعلبي بإسناده إلى أبي ذرّ قد رواه الحاكم أبو القاسم الحسكاني قال : حدّثني أبو الحسن محمّد ابن القاسم الفقيه الصيدلاني ، قال : أخبرنا أبو محمّد الشعراني ، قال : حدّثنا أبو عليّ أحمد بن عليّ بن رزين البياشاني ، قال : حدّثني المظفّر بن الحسين الأنصاري ، قال : حدّثنا السدّي بن عليّ الورّاق ، قال : حدّثني يحيى بن عبد الحميد الحماني ، عن قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن عباية بن ربعي قال : بينا عبد اللَّه بن عبّاس جالس على شفير زمزم ، إلى
__________________
(١) طرح التثريب في شرح التقريب ٨ : ٨٩ .
(٢) في المصدر : حذفوا بدل : حرموا .
(٣) الكشف والبيان عن تفسير القرآن ٢ : ١١ .
(٤) نفس المصدر ٢ : ١٦ ـ ١٧ .