الاجلاء ففي ذلك دلالة على وثاقته.
أورد عليه بعض الأعاظم بأنّه لم يثبت اقتصار هؤلاء على الرواية عن الثقات كما سبقت الاشارة إليه (١) وفيه ما مرّ من أنّ المقصود ليس أنّهم لم يرووا إلّا عن الثقة بل المراد أنّ اجتماع هؤلاء الاجلاء في النقل عنه يكشف عن كونه موثقا عرفا.
لا سيما مع تصريح أحمد بن محمّد بن سليمان الزراري بقوله حدثنا مؤدبي علي بن الحسين السعدآبادي ابو الحسن القمي على ما صرح به الشيخ الطوسي قدسسره. (٢)
واطلاق المؤدب على علي بن الحسين السعدآبادي لا يخلو عن الدلالة على كونه من المهذبين.
ومنها : كون السعدآبادي من شيوخ الاجازات أورد عليه بأنّه لم يثبت اقتصار الأصحاب على الاستجازة من الثقات بل ثبت خلاف ذلك كما يعلم بمراجعة كتب الرجال. (٣)
يمكن ان يقال : ومع ذلك يمكن أن يحصل الوثوق بمن كان من شيوخ الاجازة بالنسبة إلى جماعة من الأصحاب فإنّه يحكي عن جلالته ومكانته التي لا تساعد مع كونه ضعيفا.
ومنها : أنّ المحكي عن شيخ الشريعة قدسسره تصحيح سند الرواية حتى على تقدير عدم ثبوت وثاقة السعدآبادي بدعوى أنّ للصدوق طريقا آخر إلى البرقي وهو صحيح بالاتفاق فإنّه يروي عنه أيضا بتوسط أبيه ومحمّد بن الحسن بن الوليد عن سعد بن عبد الله عن البرقي وهذا السند صحيح بالاتفاق.
أورد عليه أنّ هذا الطريق يختص بما يرويه الصدوق في الفقيه مبتدئا باسم البرقي لا إلى جميع الروايات التي وقع البرقي في طرقها وهذا واضح. (٤)
__________________
(١) قاعدة لا ضرر للسيد المحقّق السيستاني مد ظله العالي / ص ٢٢.
(٢) الفهرست / ص ٤٥ ـ ٥٥.
(٣) قاعدة لا ضرر للسيد المحقّق السيستاني مد ظله العالي / ص ٢٢.
(٤) نفس المصدر.