من الزمن ، فالامام الصادق «ع» كان فترة من الزمن تحت المراقبة الشديدة في زمن المنصور ، وفي هذه المدة لم تسنح الفرصة لأحد أن يزور الامام أو يصاحبه ، حتى انّه أراد أحد أن يسأل الامام «ع» مسئلة فاحتال ، بأن جعل نفسه بياعا للخيار ، وتحت هذا العنوان دخل بيت الامام وسأل مشكلته.
وهكذا الامام موسى بن جعفر «ع» كان طيلة سنوات في سجن البصرة وبغداد ، حتى انّه قضى نحبه واستشهد في السجن.
ونحن نتساءل هنا ، ألم تكن تعرض للشيعة مسائل طيلة هذه الفترات؟ وكيف كانوا يعالجون مثل هذه المشاكل في حال عروضها مع عدم وجود الامام وعدم الحصول على جواب من الامام في هذه المسائل قبل حبسه أو مراقبته.
لا شك انّهم في هذه الحالة كانوا يلجئوا الى شكل من أشكال الاجتهاد.
ج ـ انّ الروايات الواردة عن الأئمة «ع» فيها العام والخاص ، والمطلق والمقيّد ، فلو كان الرواة ـ بمقتضى ما سيذكر في الأدلة النقلية ـ يفتون الناس لكان لزاما عليهم أن يجمعوا بين هذه الروايات وأن يرفعوا التعارض الحاصل بينهما ، أو يطرحوا بعضا منها ، وهذا العمل كان يحدث للرواة حتى في عصر الأئمة «ع» وليس منحصرا في عصرنا هذا فقط ، وهذه العملية ليست إلّا عملية «الاجتهاد والاستنباط».
د ـ انّ روايات العلاجية الواردة في علاج الأخبار المتعارضة مثل ما رواه ابن أبي جمهور الأحسائي في «عوالي اللئالي» عن العلامة مرفوعة الى زرارة قال : سألت أبا جعفر «ع» فقلت : جعلت فداك يأتي عنكم الخبران والحديثان المتعارضان فأيّهما آخذ؟ فقال «ع» : يا زرارة خذ بما اشتهر بين أصحابك ودع الشاذ النادر. فقلت : يا سيّدي انّهما معا مشهوران مأثوران عنكم؟ فقال «ع» : خذ بما يقول أعدلهما عندك وأوثقهما في نفسك.
فقلت : انّهما معا عدلان مرضيان موثقان؟
فقال «ع» : انظر ما وافق منهما العامة فاتركه ، وخذ بما خالف فانّ الحقّ فيما