استقلّ
بالتدريس بعد وفاة أستاذه الآخوند الخراساني ، وذاع اسمه في الأوساط العلمية
العالية ، وعدّ من أكبر المدرسين ، وعرف بالتحقيق والتدقيق في علم الأصول.
وكان مدرسا
كبيرا وقد استمرّ يدرّس مدة ثلاثين سنة ، وتخرّج عليه خلالها عدد كبير من
المجتهدين والعلماء ، حتى انّ قسما منهم صاروا من مراجع الدين وذوي حوزات علمية.
كان يمثّل
الحريّة الفكرية ، يقبل كلّ مناقشة من تلامذته مهما كانت بسيطة أو متطرفة ، حين
كان يلقي الدرس.
وألّف في علم
الأصول «المقالات الأصولية» في جزءين ، كما انّ تلامذته دوّنوا دروسه وطبعوها
بعده.
توفي في النجف
الأشرف عام (١٣٦١) .
الشيخ محمد حسين الاصفهاني الكمپاني :
محمد حسين بن
محمد حسن الاصفهاني النجفي الشهير بالكمپاني من أعاظم العلماء وأجلاء الفلاسفة.
ولد في عام (١٢٩٦)
، قرأ المقدمات والسطوح اللازمة في النجف الأشرف ، ثمّ تخرّج في الفقه والأصول على
السيد محمد الفشاركي ، والشيخ آغا رضا الهمداني ، وحضر عند الشيخ محمد كاظم
الآخوند الخراساني ثلاث عشرة سنة.
كما انّه أخذ
الفلسفة الشرقية من الحكيم مرزا محمد باقر الاصطهباناتي ، وبرز بشكل خاص بعد وفاة
أستاذه الآخوند الخراساني ، وحفّ به جمع من الطلّاب فاستقلّ بالتدريس في الفقه
والأصول.
كان جامعا
متقنا شارك في الكلام والتفسير والحكمة والتاريخ والعرفان والأدب ، وكان له القدح
المعلّى في النظم والنثر.
فهو من نوابغ
الدهر الذين امتازوا بالعبقرية ، وبالملكات والمؤهلات ، فكانت
__________________