فيها نظريات العلامة الأنصاري ، ويعدّ هذا الكتاب من أنفس التراث العلمي في
هذا الباب.
فهو من الذين
أتيح لهم المجال لأن ينشر أفكار العلامة الأنصاري في مجالي الفقه والأصول ، وان
يبيّن مقاصد أستاذه المغلقة.
وكتابه مطارح
الأنظار حوى على معظم مباحث الألفاظ ، فهو يكمّل الدورة الأصولية للشيخ الأنصاري
بجانب الرسائل التي صنّفها في مباحث الأصول العقلية والعملية.
ارتحل الى جوار
ربّه عام (١٢٩٢) ودفن في صحن السيد عبد العظيم الحسني بري.
٣ ـ ميرزا حبيب الله الرشتي :
حبيب الله بن
محمد علي الرشتي ولد عام (١٢٣٤) تعلّم العربية ومقدمات العلوم في بلده ، ثمّ جاء
الى بلدة قزوين فتعلّم الفقه والأصول فيها. ثمّ هاجر الى النجف الأشرف مدينة العلم
والمعهد الكبير ، فدخلها قبل وفاة صاحب الجواهر بثلاث سنين.
وعند ما كان
يحضر بحث صاحب الجواهر حدثت له شبهة ولم يسمع جوابا لها ، فتكلّم فيها مع بعض
التلاميذ المشاركين له في مجلس الدرس ، فقالوا له : انّ كشف شبهتك وحلّ معضلتك عند
الشيخ المرتضى الأنصاري ، فتعرّف عليه عند ما سأله مشكلته وهي : مسألة تعارض
الأخبار في موضوع واحد ، وسر تقديم بعضها على بعض؟ أجاب عنها الشيخ الأنصاري : ان
التقديم من باب الحكومة ، وبيّن له المسألة بصورة موجزة ، وشرح له الحكومة والورود
والفرق الموجود بينهما ، فبه الرشتي واستغرب من هذا المصطلح ، حيث لم يسمع به الى
ذلك الحين ، وأراد تفصيل ذلك ، فقال له الشيخ الأنصاري : ان اشكالك لا يرتفع إلّا
بالحضور عندي مدة أقلّها شهرين ، وهنا عرف الرشتي مكانة الشيخ العلمية ، وحصلت
العلاقة بينهما ، وكان العلامة الرشتي إذ ذاك عازما على الرجوع لإيران ، لتصوره
انّه أكمل المباحث الأصولية والفقهية.
فأعرض عن السفر
، وحضر بحث الشيخ الأنصاري ، فرآه بحرا لا يبلغ قعره ولا ينال