مؤلف كتاب الاشارات في الأصول.
ثمّ استقلّ
بالتدريس في اصفهان ، وحضر لديه جماعة من الطلّاب ، وعزم بعد ذلك للسفر الى النجف
الأشرف عام (١٢٥٩). وبعد أن جاء الى النجف الأشرف حضر درس الشيخ حسن كاشف الغطاء ،
والشيخ محمد حسن صاحب الجواهر النجفي.
وبعد أن توفى
صاحب الجواهر تعرّف على الشيخ الأنصاري ، وعرف بمقدرته العلمية وسعة اطلاعاته
الوافية ، فلازمه واختصّ به ، ولم يفارقه الى أن ارتحل الى جوار ربّه عام (١٢٨١).
وكان في حياة
أستاذه الشيخ الأنصاري موجها بين تلامذته مشارا اليه ، ويعظمه الشيخ كما انّه أشار
الى اجتهاده غير مرة ، ولمّا توفي الشيخ توّجه الناس الى السيد ، وأجمع زملاؤه من
وجوه تلاميذ الشيخ على تقديمه للرئاسة ، وإن كان للسيد مشاركين في المرجعية لكن لم
يطل ذلك إلّا وتوفي معاصريه فرجع الكلّ الى السيد وأصبح المرجع الوحيد للأمة في
جميع الأقطار.
وفي سنة (١٢٩١)
سافر من النجف الأشرف الى زيارة العسكريين في «سامراء» وعزم على الجوار ، فبادر
اليه تلامذته من النجف واجتمعوا حوله ، فأصبحت هذه البلدة الصغيرة عاصمة للشيعة
ومركزا ثقافيا لها ، ومن الذين التحقوا بأستاذهم : الميرزا حسين النوري مؤلف
مستدرك الوسائل ، والشيخ فضل الله النوري الشهيد ، والسيد حسن الصدر مؤلف تأسيس
الشيعة لعلوم الاسلام ، والسيد اسماعيل الصدر ، والسيد محمد كاظم اليزدي مؤلف عروة
الوثقى ، والسيد محمد الفشاركي ، والمحقق الآخوند الخراساني مؤلف كفاية الأصول ،
والحاج آغا رضا الهمداني مؤلف مصباح الفقيه ، ومرزا محمد تقي الشيرازي.
كما انّه أخذ
الناس يتردّدون الى سامراء لزيارة العسكريين ومرجعهم الديني.
فلمّا كثر
الطلبة في سامراء عزم السيد على بناء مدرسة لسكنى الطلّاب فهي لا تزال عامرة ، كما
انّه بنى جسرا ليسهل العبور على الجسر ، وغير ذلك من الآثار العمرانية.
وأخذ يعلو أمره
، ويشتهر صيته في أجواء العالم الاسلامي ، ويكفي للعلم بمدى