الاستكبار العالمي ، وفي سبيل ذلك ضحت بأعزّ ما لديها من أبناء مخلصين
وعلماء قادة مفكرين ، وبالأخص في العصر الأخير الذي تسيطر فيه على الحكم في العراق
جماعة من أعداء القرآن فواجه علماء النجف من هؤلاء الأعداء الظلم والاضطهاد الذي
لم يسبق له نظير ، فقتلت وسجنت وأخرجت كثيرا من خيرة أبناء مدرسة النجف وعلمائها
الأبرار ومراجعها الأخيار وبذلك تضرر النجف والأمة الاسلامية بخسارة فادحة نسأل
الله تعالى أن يدفع شر أعداء الأمة ، والتوفيق لما هو الصلاح والعاقبة.
(مدرسة الحلة)
برزت مدرسة
بالقرب من مدرسة النجف في أواخر القرن الخامس ، فظهر في مدرسة الحلة فقهاء كبار
وكان لهم الأثر الكبير في تطوير مناهج الفقه والأصول الامامي ، واعطاء صبغة جديدة
لعملية الاستنباط ، وتنظيم أبواب الفقه ك «المحقق الحلّي» والعلامة وابنه فخر
المحقّقين ، وابن نما وابن أبي الفوارس والشهيد الأول ، وابن طاوس ، وابن ورّام
وغير هؤلاء الفطاحل الأعلام وقادة الفكر في المجالات المختلفة.
فأصبحت مدرسة
الحلة مركزا كبيرا من معاهد الحركة العلمية في الأوساط الاسلامية الشيعية ، تؤمها
البعثات والطلاب من كلّ أجزاء الوطن الاسلامي وبخاصة البلدان الشيعية.
وكان من بين
الاعلام المتخرجين من هذه المدرسة وعلى طليعتهم المحقق نجم الدين أبو القاسم جعفر
بن سعيد الحلّي رائد مدرسة الحلّة ، وقد قدّر له أن يجدد كثيرا من مناهج البحث
الفقهي والأصولي ، وأن يتخرّج من معهده العلمي ويتربّى على يديه كثير من العلماء
مثل العلامة الحلي ، وأن يخلّف كتبا قيمة حيث تعدّ من أغلى التراث الامامي ، في
الأوساط العلمية ، ولا يزال العلماء يتناولونها بكلّ حباوة واعتزاز ، ك «شرائع
الاسلام» والمعتبر والمختصر النافع وكتاب المعارج في أصول الفقه.
وكان المعارج
يدرّس مدة طويلة في المعاهد العلمية ، الى أن خرج كتاب المعالم في الأصول فصار
محورا للدراسة.
وممّن تخرّج
على يد المحقق «العلامة الحلّي» جمال الدين الحسن بن يوسف بن