والعلماء ، وهذا الكتاب الجليل صار عليه المعوّل في التدريس ، من زمن
تأليفه الى هذا العصر.
بعد ما كان
التدريس قبل هذا الكتاب على الشرح العميدي على تهذيب العلامة في الأصول ، وغيرها
من الكتب الأصولية. وعلى هذا الكتاب شروح وحواشي كثيرة عربية وفارسية ، مبسوطة
ومختصرة ، مستقلة وهامشية ، منها :
حاشية سلطان
العلماء ، وحاشية ملا صالح المازندراني ، والمحقق الشيرواني ، والشيخ محمد تقي
الاصفهاني ...
هكذا كانت حياة
شيخنا الأجل حافلة بالعلم والتقوى ، والتدريس والتصنيف ، حتى وافاه أجله في عام (١٠١١)
قدّس الله روحه.
النزعة الأخبارية :
وهذه الجماعة
تعتقد بعدم دخل العقل في مختلف الميادين وعزله في مسائل الشريعة بتاتا ، والاقتصار
في المعتقدات والأحكام الشرعية على البيان الوارد من قبل الشرع فقط ، وذكروا سبب
هذه الفكرة : بأن العقل عرضة للخطإ ، ويشهد له تاريخ الفكر العقلي فانّه تراه
زاخرا بالأخطاء.
وهذه الفكرة
الهدّامة وجدت داخل صفوف العلماء حتى سمي جماعة من علمائنا ب «الأخباريين».
يقول الشهيد
الصدر في تاريخ هذه الفكرة :
ويرجع تاريخ
هذا الاتجاه الى أوائل القرن الحادي عشر ، فقد أعلنه ودعا إليه شخص كان يسكن وقتئذ
في المدينة باسم «المرزا محمد أمين الاسترابادي» المتوفى سنة (١٠٢٣) ه ، ووضع
كتابا أسماه «الفوائد المدنية» بلور فيه هذا الاتجاه وبرهن عليه ومذهبه ـ أي جعله
مذهبا ـ .
واعترف صاحب
الحدائق الذي يعد من علماء الأخبارية ، وممّن وافق
__________________