الأنصار ، وكان منزل الأنصاري بباب البستان ، وكان يمرّ به إلى نخلته ولا يستأذن ، فكلّمه الأنصاري أن يستأذن إذا جاء ، فأبى سمرة ، فلما تأبّى جاء الأنصاري إلى رسول الله (صلىاللهعليهوآله) فشكا إليه وخبّره الخبر ، فأرسل إليه رسول الله (صلىاللهعليهوآله) وخبّره بقول الأنصاري وما شكا ، وقال : إن أردت الدخول فاستأذن. فأبى ، فلمّا أبى ساوَمه حتى بلغ به من الثمن ما شاء الله ، فأبى أن يبيع ذلك ، فقال : لك بها عذق يمدّ لك في الجنّة ، فأبى أن يقبل ، فقال رسول الله (صلىاللهعليهوآله) للأنصاري :
__________________
حكى ابن أبي الحديد عن شيخه أبي جعفر ، قال : رُوي أن معاوية بذل له مائة ألف درهم على أن يروي أن آية (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ) ...) إلى قوله تعالى : (وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ) نزلت في عليّ (عليهالسلام) وأن آية (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) نزلت في ابن ملجم ، فلم يقبل ، فبذل له مائتي ألف فلم يقبل ، فبذل له ثلاثمائة ألف فلم يقبل ، فبذل أربعمائة ألف فقبل».
ما ذكره الطبري في تاريخه في أوائل أحداث سنة خمسين من أن محمد بن سليم ، قال : سألتُ أنس بن سيرين : هل كان سمرة قتل أحداً؟ قال : وهل يُحصى من قتلهم سمرة بن جندب؟ استخلفه زياد على البصرة ، وأتى الكوفة وقد قتل ثمانية آلاف من الناس ، فقال له زياد : هل تخاف أن تكون قتلت أحداً بريئاً؟ قال : لو قتلت مثلهم ما خشيت».
قال سمرة : «والله لو أطعت الله كما أطعت معاوية لما عذّبني أبداً».
القواعد الفقهيّة ، ناصر مكارم الشيرازي ، ص ٢٥ ؛ معجم رجال الحديث ، لمرجع المسلمين زعيم الحوزة العلمية السيد أبي القاسم الموسوي الخوئي ، ج ٨ ، ص ٣٠٥.