أحدهما ـ هو (أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ). و «لا» زائدة ؛ أي ممتنع رجوعهم إلى الدنيا.
وقيل : ليست زائدة ؛ أي ممتنع عدم رجوعهم عن معصيتهم.
والجيّد أن يكون «أنهم» فاعلا سدّ مسدّ الخبر.
والثاني ـ الخبر محذوف ، تقديره : توبتهم ، أو رجاء بعثهم ، إذا جعلت «لا» زائدة.
وقيل : حرام خبر مبتدأ محذوف ؛ أي ذلك الذي ذكرناه من العمل الصالح حرام ؛ وحرام وحرم ، لغتان مثل حلال وحلّ ، ومن فتح الحاء وكسر الراء كان اسم فاعل من حرم ؛ أي امتنع مثل فلق ، ومنه : يقول لا غائب مالي ولا حرم أي ممتنع.
ويقرأ «حرم» على أنه فعل بكسر الراء وضمّها ، وأنهم بالفتح على أنها مصدرية ، وبالكسر على الاستئناف.
٩٦ ـ و (حَتَّى) : متعلقة في المعنى بحرام ؛ أي يستمر الامتناع إلى هذا الوقت ، ولا عمل لها في «إذا».
ويقرأ «من كل جدث» ـ بالجيم والثاء ، وهو بمعنى الحدب.
و (يَنْسِلُونَ) ـ بكسر السين وضمّها لغتان ، وجواب إذا : (فَإِذا هِيَ). وقيل : جوابها قالوا يا ويلنا. وقيل : واقترب ، والواو زائدة.
٩٧ ـ (فَإِذا هِيَ) : «إذا» للمفاجأة ، وهي مكان ، والعامل فيها (شاخِصَةٌ) ، وهى ضمير القصة.
و (أَبْصارُ الَّذِينَ) : مبتدأ ، وشاخصة خبره.
(يا وَيْلَنا) : في موضع نصب بقالوا المقدّر.
ويجوز أن يكون التقدير : يقولون ؛ فيكون حالا.
٩٨ ـ (حَصَبُ جَهَنَّمَ) : يقرأ بفتح الصاد ، وهو ما توقد به ، وبسكونها وهو مصدر حصبتها : أو قدتها ؛ فيكون بمعنى المحصوب.
ويقرأ بالضاد ـ محرّكة وساكنة ، وبالطاء ؛ وهو بمعنى.
(أَنْتُمْ لَها) : يجوز أن يكون بدلا من حصب جهنم ، وأن يكون مستأنفا ، وأن يكون حالا من جهنّم.
١٠١ ـ (مِنَّا) : يجوز أن يتعلق بسبقت ، وأن يكون حالا من الحسنى.
١٠٢ ـ و (لا يَسْمَعُونَ) : يجوز أن يكون بدلا من (مُبْعَدُونَ) ، وأن يكون خبرا ثانيا ، وأن يكون حالا من الضمير في «مبعدون».
١٠٣ ـ (هذا يَوْمُكُمُ) ؛ أي يقولون.
١٠٤ ـ يوم تطوى : يجوز أن يكون بدلا من العائد المحذوف من قوله : توعدون ؛ أو على إضمار أعني ؛ أو ظرفا للايحزنهم ، أو بإضمار اذكر.
ونطوي ـ بالنون ـ على التعظيم ، وبالياء على الغيبة ، وبالتاء وترك تسمية الفاعل.
و (السَّماءَ) ـ بالرّفع. والتقدير ؛ طيّا كطيّ ، وهو مصدر مضاف إلى المفعول إن قلنا السجلّ القرطاس.
وقيل : هو اسم ملك أو كاتب ، فيكون مضافا إلى الفاعل.
ويقرأ بكسر السين والجيم وتشديد اللام.
ويقرأ كذلك إلا أنه بتخفيف اللام.
ويقرأ بفتح السّين وسكون الجيم وتخفيف اللام ، وبضمّ السين والجيم مخفّفا ومشدّدا ؛ وهي لغات فيه واللام في (لِلْكُتُبِ) زائدة. وقيل : هي بمعنى على. وقيل تتعلق بطيّ. والله أعلم.
(كَما بَدَأْنا) : الكاف نعت لمصدر محذوف ؛ أي نعيده عودا مثل بدئه.
وفي نصب «أوّل» وجهان :
أحدهما ـ هو منصوب ببدأنا ؛ أي خلقنا أوّل خلق.
والثاني ـ هو حال من الهاء في نعيده. والمعنى أوّل خلقه.
(وَعْداً) : مصدر ؛ أي وعدنا ذلك وعدا.
١٠٥ ـ (مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) : يجوز أن يتعلّق بكتبنا ، وأن يكون ظرفا للزّبور ؛ لأنّ الزبور بمعنى المزبور ؛ أي المكتوب.