والثاني ـ نصب ، وفيه وجهان : أحدهما : أنه لما حذف حرف
الجرّ وصل الفعل بنفسه. والثاني : هو محمول على المعنى ؛ أي لم يترك الإتيان بعجل.
والثالث ـ رفع على وجهين أيضا : أحدهما : فاعل لبث ؛ أي فما
أبطأ مجيئه. والثاني : أن «ما» بمعنى الذي ، وهو مبتدأ ، و «أن جاء» خبره ؛ تقديره
: والذي لبثه إبراهيم عليهالسلام قدر مجيئه ، أو
مصدرية : أي لبثه مقدار مجيئه.
٧١ ـ (وَامْرَأَتُهُ
قائِمَةٌ) : الجملة حال من
ضمير الفاعل في (أُرْسِلْنا).
(فَضَحِكَتْ) : الجمهور على كسر الحاء ، وقرئ بفتحها ؛ والمعنى : حاضت ؛ يقال ضحكت الأرنب ـ
بفتح الحاء.
(وَمِنْ وَراءِ
إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) : يقرأ بالرفع
وفيه وجهان :
أحدهما ـ وهو مبتدأ ، وما قبله الخبر.
والثاني ـ هو مرفوع بالظرف.
ويقرأ بفتح الباء ، وفيه وجهان :
أحدهما ـ أنّ الفتحة هنا للنّصب ، وفيه وجهان :
أحدهما : هو معطوف على موضع «بإسحاق». والثاني : هو منصوب
بفعل محذوف دلّ عليه الكلام ، تقديره : ووهبنا له من وراء إسحاق يعقوب. والوجه
الثاني ـ أنّ الفتحة للجر ، وهو معطوف على لفظ إسحاق ؛ أي فبشّرناها بإسحاق
وبيعقوب.
وفي وجهي العطف قد فصل بين يعقوب وبين الواو العاطفة بالظرف
، وهو ضعيف عند قوم ؛ وقد ذكرنا ذلك في سورة النساء.
٧٢ ـ (وَهذا بَعْلِي
شَيْخاً) : هذا مبتدأ ،
وبعلي خبره ، وشيخا : حال من «بعلي» مؤكدة ؛ إذ ليس الغرض الإعلام بأنه بعلها في
حال شيخوخته دون غيرها ، والعامل في الحال معنى الإشارة والتنبيه ، أو أحدهما.
ويقرأ «شيخ» بالرفع. وفيه عدة أوجه :
أحدها ـ أن يكون هذا مبتدأ وبعلي بدلا منه ، و «شيخ» الخبر.
والثاني ـ أن يكون بعلي عطف بيان ، وشيخ الخبر.
والثالث ـ أن يكون بعلي مبتدأ ثانيا ، وشيخ خبره ، والجملة
خبر هذا.
والرابع ـ أن يكون بعلي خبر المبتدأ ، وشيخ خبر مبتدأ محذوف
؛ أي هو شيخ.
والخامس ـ أن يكون شيخ خبرا ثانيا.
والسادس ـ أن يكون بعلي وشيخ جميعا خبرا واحدا ، كما تقول :
هذا حلو وحامض.
والسابع ـ أن يكون «شيخ» بدلا من بعلي.
٧٣ ـ (أَهْلَ الْبَيْتِ) ؛ تقديره : يا أهل البيت ، أو يكون منصوبا على التعظيم والتخصيص ؛ أي أعني.
ولا يجوز في الكلام جرّ مثل هذا على البدل ؛ لأن ضمير
المخاطب لا يبدل منه إذا كان في غاية الوضوح.
٧٤ ـ (وَجاءَتْهُ الْبُشْرى) : هو معطوف على ذهب.
ويجوز أن يكون حالا من إبراهيم ، «وقد» مرادة.
فأمّا جواب «لمّا» ففيه وجهان :
أحدهما ـ هو محذوف تقديره ؛ أقبل يجادلنا ، ويجادلنا على
هذا حال.
والثاني ـ أنه يجادلنا ، وهو مستقبل بمعنى الماضي ؛ أي
جادلنا.
ويبعد أن يكون الجواب جاءته البشرى ؛ لأنّ ذلك يوجب زيادة
الواو ، وهو ضعيف.
٧٥ ـ (أَوَّاهٌ) : فعّال من التأوّه.
٧٦ ـ (آتِيهِمْ) : هو خبر إن ، و (عَذابٌ) : مرفوع به.
وقيل : عذاب مبتدأ ، وآتيهم خبر مقدم ؛ وجوّز ذلك أنّ عذابا
وإن كان نكرة فقد وصف بقوله (غَيْرُ مَرْدُودٍ) ، وأنّ إضافة اسم الفاعل هاهنا لا تفيده التعريف ؛ إذ المراد به الاستقبال.