والثاني ـ أنه اسم مفعول ، ويراد به المكان ؛ أي فلكم مكان
تستقرّون فيه إما في البطون ، وإما في القبور.
ويقرأ بكسر القاف ، فيكون مكانا يستقرّ لكم ؛ وقيل تقديره :
فمنكم مستقر.
وأما (مُسْتَوْدَعٌ) فبفتح الدال لا غير. ويجوز أن يكون مكانا يودعون فيه ، وهو إمّا الصلب أو
القبر.
ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى الاستيداع.
٩٩ ـ (فَأَخْرَجْنا مِنْهُ
خَضِراً) ؛ أي بسببه.
والخضر بمعنى الأخضر.
ويجوز أن تكون الهاء في «منه» راجعة على النبات ؛ وهو
الأشبه. وعلى الأول يكون فأخرجنا بدلا من أخرجنا الأولى.
(نُخْرِجُ) : في موضع نصب صفة لخضرا.
ويجوز أن يكون مستأنفا. والهاء في (مِنْهُ) تعود على الخضر.
و (قِنْوانٌ) : بكسر القاف وضمّها ، وهما لغتان. وقد قرىء بهما ، والواحد قنو ، مثل : صنو
وصنوان. وفي رفعه وجهان :
أحدهما ـ هو مبتدأ .. وفي خبره وجهان :
أحدهما : هو : من النخل ، و (مِنْ طَلْعِها) بدل بإعادة الخافض.
والثاني : أنّ الخبر «من طلعها» ، وفي (مِنَ
النَّخْلِ) ضمير تقديره :
ونبت من النخل شيء ، أو ثمر ؛ فيكون «من طلعها» بدلا منه.
والوجه الآخر ـ أن يرتفع قنوان على أنه فاعل «من طلعها» ؛
فيكون في «من النخل» ضمير تفسيره قنوان.
وإن رفعت «قنوان» بقوله : (وَمِنَ النَّخْلِ) على قول من أعمل أوّل الفعلين جاز ، وكان في «من طلعها» ضمير مرفوع.
وقرئ في الشاذ «قنوان» ـ بفتح القاف ؛ وليس بجمع قنو ؛ لأن
فعلانا لا يكون جمعا ، وإنما هو اسم للجمع كالباقر.
(وَجَنَّاتٍ) ـ بالنصب عطفا على قوله : (نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ) ؛ أي وأخرجنا به جنات. ومثله (وَالزَّيْتُونَ
وَالرُّمَّانَ).
ويقرأ بضم التاء على أنه مبتدأ وخبره محذوف ، والتقدير : من
الكرم جنات.
ولا يجوز أن يكون معطوفا على قنوان ؛ لأن العنب لا يخرج من
النخل. و (مِنْ
أَعْنابٍ) صفة لجنات. و (مُشْتَبِهاً) : حال من الرّمان ، أو من الجميع.
و (إِذا) : ظرف لانظروا.
و (ثَمَرِهِ) : يقرأ بفتح الثاء والميم : جمع ثمرة ، مثل تمرة وتمر ؛ وهو جنس في التحقيق
لا جمع.
ويقرأ بضمّ الثاء والميم ؛ وهو جمع ثمرة ، مثل خشبة وخشب.
وقيل : هو جمع ثمار ، مثل كتاب وكتب ؛ فهو جمع جمع ؛ فأما الثمار فواحدها ثمرة ،
مثل خيمة وخيام.
وقيل : هو جمع ثمر.
ويقرأ بضم الثاء وسكون الميم ، وهو مخفّف من المضموم.
(وَيَنْعِهِ) : يقرأ بفتح الياء وضمّها ، وهما لغتان ، وكلاهما مصدر ينعت الثمرة.
وقيل : هو اسم للمصدر ، والفعل أينعت إيناعا.
ويقرأ في الشاذ «يانعة» ، على أنه اسم فاعل.
١٠٠ ـ (وَجَعَلُوا) : هي بمعنى صيّروا ، ومفعولها الأول (الْجِنَّ) ، والثاني (شُرَكاءَ).
و (لِلَّهِ) : يتعلّق بشركاء. ويجوز أن يكون نعتا لشركاء قدّم عليه فصار حالا.
ويجوز أن يكون المفعول الأول شركاء ، والجنّ بدلا منه و «لله»
المفعول الثاني.
(وَخَلَقَهُمْ) : أي وقد خلقهم ، فتكون الجملة حالا ، وقيل : هو مستأنف.
وقرئ في الشاذ : «وخلقهم» ـ بإسكان اللام وفتح القاف.
والتقدير : وجعلوا إله خلقهم شركاء.
(وَخَرَقُوا) : بالتخفيف ، والتشديد للتكثير.
(بِغَيْرِ عِلْمٍ) : في موضع الحال من الفاعل في «خرقوا» ؛ ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف ؛ أي
خرقا بغير علم.
١٠١ ـ (بَدِيعُ السَّماواتِ) : في رفعه ثلاثة أوجه :
أحدها ـ هو فاعل تعالى. والثاني ـ هو خبر مبتدأ محذوف ، أي
هو بديع.
والثالث ـ هو مبتدأ ، وخبره (أَنَّى يَكُونُ لَهُ) وما يتّصل به.
و (أَنَّى) بمعنى كيف ، أو من أين ، وموضعه حال ، وصاحب الحال (وَلَدٌ) ، والعامل يكون.
ويجوز أن تكون تامّة ، وأن تكون ناقصة.
(وَلَمْ تَكُنْ) : يقرأ بالتاء على تأنيث الصاحبة.
ويقرأ بالياء ، وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها ـ أنه للصاحبة ، ولكن جاز التذكير لما فصل بينهما.
والثاني ـ أنّ اسم كان ضمير اسم الله ، والجملة خبر عنه ؛
أي ولم يكن الله له صاحبة.
والثالث ـ أنّ أسم كان ضمير الشأن ، والجملة مفسّرة له.
١٠٢ ـ (ذلِكُمُ) : مبتدأ ، وفي الخبر أوجه :
أحدها ـ هو (اللهُ). و (رَبُّكُمْ) خبر ثان ، و (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) ثالث ، و (خالِقُ كُلِّ) رابع.
والثاني ـ أنّ الخبر «الله» ، وما بعده إبدال منه.
والثالث ـ أنّ «الله» بدل من ذلكم ، والخبر ما بعده.