الإطلاق عدم الفرق بين كون المنذرين متساويين فى العلم والفضل ام مختلفين.
وفيه اولا : ان هذه العبارة أي (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) قد وقعت في موردين وهما الآية ٤٣ من سورة النحل والآية ٧ من سورة الأنبياء والعبارة التي قبلها في كلا الموردين هي قوله تعالى (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ) فالآية واردة في اصول الدين وموضوع النبوة جوابا لاعتراضهم (ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ) زعما بأن اللازم ان يكون النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ملكا ومن غير جنس البشر.
وثانيا : انه قد ورد في تفسيرها روايات وقد فسّر الذكر في بعضها بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فلا يشمل الآية غير أئمة أهل البيت عليهمالسلام وقد اورد في تفسير البرهان ٢٥ حديثا في تفسيرها (١) ففي الرواية ١ و ٢ و ١٠ و ١٤ تفسير الذكر بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وفي الخبر ٣ و ٤ و ٥ و ١٢ و ١٣ عن الرضا وعن أبي جعفر عليهماالسلام : «نحن اهل الذّكر» وفي الخبر ٨ و ١١ و ١٥ و ١٦ و ١٨ و ٢١ و ٢٤ عن أبي عبد الله عليهالسلام : «الكتاب الذّكر واهله آل محمد عليهمالسلام» وفي الخبر ٥ و ١٤ و ٢١ الردّ على من قال انهم اليهود والنصارى وعليه فالآية بحسب هذه الروايات التي يشهد بعضها لبعض لا يشمل غير اهل البيت عليهمالسلام.
__________________
لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) فأمرهم أن ينفروا إلى رسول الله فيتعلّموا ثم يرجعوا إلى قومهم فيعلّموهم انما أراد اختلافهم في البلدان لا اختلافا في دين الله انما الدين واحد ، انما الدين واحد.
(١) تفسير البرهان ج ٢ ص ٣٦٩.