اخزم». (١)
ففي تفسير العياشي عن اسحاق بن عمار عن ابي عبد الله عليهالسلام في حديث قال : «يظن هؤلاء الذين يدّعون إنهم فقهاء علماء ، انهم قد اثبتوا جميع الفقه والدين مما تحتاج اليه الامة وليس كل علم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم علموه ، ولا صار اليهم من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا عرفوه وذلك ان الشيء من الحلال والحرام والأحكام يرد عليهم فيسألون عنه ولا يكون عندهم فيه اثر عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويستحيون ان ينسبهم الناس الى الجهل ويكرهون ان يسألوا فلا يجيبون فيطلب الناس العلم من معدنه فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين الله وتركوا الآثار ودانوا بالبدع وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : كل بدعة ضلالة فلو انهم اذا سألوا عن شيء من دين الله فلم يكن عندهم فيه اثر عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ردّوه الى الله والى الرسول وإلى اولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم من آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم. (٢)
وكان زعيمهم في اتخاذ هذا الطريق أبا حنيفة النعمان بن ثابت المتوفي ٥٠ ه وكان يتبعه كثيرون مثل ابن أبي ليلى وابن شبرمة.
فعن سماعة بن مهران عن ابي الحسن موسى عليهالسلام في حديث قال مالكم وللقياس انّما هلك من هلك من قبلكم بالقياس ثم قال اذا جاءكم ما تعلمون فقولوا به وإذا جاءكم ما لا تعلمون فها ـ واومى بيده الى فيه ـ ثم قال لعن الله أبا حنيفة كان يقول قال علي عليهالسلام وقلت أنا .. وقالت الصحابة وقلت أنا! قال أكنت تجلس إليه؟
__________________
(١) وإن شئت مزيد التوضيح ومعرفة بداية المأساة راجع كتاب النص والاجتهاد للعلّامة السيد شرف الدين «ره».
(٢) الحديث ٤٩ من الباب ٦ من أبواب صفات القاضي ص ٤٠ ج ١٨ الوسائل.