الصادرة عن أهل البيت عليهمالسلام مع معرفة القواعد الكثيرة ، ومعرفة مجاري الاصول في
الشبهات الحكميّة والموضوعية واعمال الظنون والأنظار في استنباط الأحكام ، وصار
الرجوع إلى الفقيه رجوعا إلى من عرف هذه الامور واستخرج الأحكام بالظنّ الاجتهادي
أو بالرجوع إلى الاصول العمليّة.
وعليه فما جرى
عليه الأمر من زمن الشيخ المفيد بل قبله من زمن القديمين الحسن بن أبي عقيل العمّاني
وأحمد بن الجنيد الاسكافي إلى زماننا من الفقه والتفقّه والرجوع إلى الفقيه هو أمر
مستحدث لا يمتدّ إلى زمان المعصومين عليهمالسلام.
ومجرّد ارتكاز
رجوع الجاهل في كلّ صنعة أو حرفة إلى أصحاب الصنائع والحرف والبناء عليه إذا لم
يكن متصلا بزمن المعصومين عليهمالسلام حتى يستكشف منه الإمضاء منهم عليهمالسلام لا يجدي شيئا ، فانقدح انّ ما هو المتداول في أمثال
زماننا لا يتّصل إلى زمن الأئمّة المعصومين عليهمالسلام وما كان هو المتداول في زمانهم عليهمالسلام ليس معمولا في عصرنا.
قالوا : فشأن
الفقهاء والعلماء لا بدّ أن يكون مقصورا بنقل الرواية عن المعصوم عليهالسلام كما لم يكن شأن أصحاب الأئمّة عليهمالسلام أيضا إلّا ذلك ، فالاجتهاد والإفتاء مثل استعمال القياس
حرام ورجوع العوام إليهم في ذلك وتقليدهم لهم من الامور المستحدثة فهو أيضا بدعة
وحرام.
والفرق بين
الرواية والفتوى ممّا لا يخفى فالأوّل ليس إلّا حكاية ما سمعه من المعصوم عليهالسلام بلا واسطة أو بواسطة بلفظه أو بلفظ آخر ، وليس فيه
اعمال النظر من نفسه بالنسبة إلى حكم الله تعالى.