والعمل بقول الثقة وأمثالهما ممّا كان رائجا في عصر المعصومين عليهمالسلام.
وأما إذا كان بنائهم على عمل مستحدث لم يتّصل بزمانهم عليهمالسلام فلا يمكن استكشاف امضاء الشارع لمثله ، وما نحن فيه من هذا القبيل ، فإنّه وإن ورد لفظ «التفقّه في الدين» في الكتاب العزيز ، وألفاظ «الفقه» و «الفقيه» و «الفقهاء» و «الأفقه» وأمثالها في الروايات الصادرة عن الأئمّة عليهمالسلام ، ولكنه وردت أيضا ألفاظ «رواية الحديث» و «راوي الحديث» و «رواة الحديث والأحاديث» في موارد كثيرة منهم عليهمالسلام ، وعليه فلم لا يكون المراد من لفظ «الفقه» و «الفقهاء» رواية الحديث ورواة الحديث؟
وقالوا : انّ الفقه لم يكن في عصر الأئمّة عليهمالسلام إلّا من العلوم الساذجة البسيطة ، وكان عبارة عن نقل روايات من الأئمّة عليهمالسلام مع الإسناد أو مع حذف الأسناد كالمقنع والهداية لرئيس المحدّثين الصدوق «رضوان الله عليه» ورسالة أبيه عليّ بن بابويه «رحمة الله عليه».
وبالجملة : لم يكن إلّا روايات سمعوا من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أو من الأئمّة عليهمالسلام في الجواب عن أسئلتهم المختلفة التي كانت ترد على حسب الوقائع المختلفة أو روايات صدرت منهم عليهمالسلام ابتداء من غير سبق سؤال على حسب القضايا والموارد المتفاوتة ، ولم يكن التفقّه في تلك الأعصار إلّا تعلّم تلك الأحاديث وحفظها ونشرها ، كما انّه لم يكن الرجوع إلى الفقيه في تلك العصور إلّا لاستماع ما سمعوا من النبيّ الأقدس صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة المعصومين عليهمالسلام من الروايات.
ولكنّ «الفقه» قد تطوّر واتّسع وأصبح في أمثال عصرنا من العلوم النظريّة الوسيعة كالعلوم الفلسفية والرياضية ، وأصبح التفقّه معرفة الروايات