قال : فخرجت وأنا
فرح بما كشف اللّه عنّي من اللبس ، بأ نّهم هم ؛ وحمدت اللّه على ما قدرت عليه ،
فلمّا كان في المنزل الآخر دخلت عليه وهو مُتَّكٍ وبين يديه حنطة مقلوّة يعبث بها
، وقد كان أوقع الشيطان في خَلَدِي أنّه لا ينبغي أن يأكلوا ويشـربوا إذ كان ذلك
آفة ، والإمامُ غيرُ مَؤُوفٍ ، فقال : اجلس يا فتح ، فإنّ لنا بالرسل أسوة ، كانوا
يأكلون ويشربون ويمشون في الأسواق ، وكلُّ جسم مَغْذُوٌّ بهذا إلاّ الخالق الرازق
.. والحديث طو يل .
وعن ابن المغيرة ،
قال : كنت عند أبي الحسن عليهالسلام أنا ويحيى بن عبداللّه بن الحسن عليهالسلام ، فقال يحيى :
جعلت فداك ، إنّهم يزعمون أنّك تعلم الغيب ، فقال : سبحان اللّه ، ضع يدك على
رأسي ، فواللّه ما بقيت في جسدي شعرة ولا في رأسي إلاّ قامت ، قال : ثمّ قال : لا
واللّه ما هي إلاّ رواية عن رسول اللّه .
وعن سدير ، قال :
قلت لأبي عبداللّه : إنّ قوما يزعمون أنّكم آلهةٌ ... قال : يا سدير ، سمعي وبصري
وشعري وبشري ولحمي ودمي من هؤلاء بُراءٌ ، برئَ اللّه منهم ورسوله ، ما هؤلاء على
ديني ودين آبائي ، واللّه لا يجمعني اللّه وإيّاهم يوم القيامة إلاّ وهو عليهم
ساخط.
قال : قلت : فما
أنتم جعلت فداك؟
قال : خزّان علم
اللّه ، وتراجمةُ وحي اللّه ، ونحن قوم معصومون ، أمر اللّه بطاعتنا ، ونهى عن
معصيتنا ، نحن الحجّة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض .
وعليه ، فإنّ
مسألة وجود الغلوّ والغلاة والتفويض والمفوّضة كانت موجودة
__________________