بصير عن أبي عبداللّه ، قال : « ما اجتمع قوم في مجلس لم يذكروا اللّه ولم يذكرونا إلاّ كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة » ثمّ ، قال : قال أبو جعفر : « إنّ ذكرنا من ذكر اللّه ، وذكر عدوّنا من ذكر الشيطان » (١).
تلخّص من جميع ما قلناه لحدّ الآن أنّ الدليل الكنائي الآنف لا يثبت سوى الاقتران وأنّ ذكر علي مقترن بذكر النبي بنحو عام ؛ بالنظر للعمومات والإطلاقات الآنفة عن الروايات والأخبار الصحيحة والمعتبرة ، ولازم ذلك أنّ ذكر علي محبوب في نفسه بنحو مطلق في الأذان وفي غيره ، لكنّ هذا لا يثبت حكما شرعيا ـ عند مشهور فقهاء الإمامية ـ لا جزءا واجبا ولا جزءا مستحبّا. وبالجملة : فكلّ ما يثبته هذا الدليل هو أنّ ذكر عليّ محبوب بعد ذكر النبيّ في الأذان وفي غيره من دون اعتقاد الجزئية.
الشهادة بالولاية على عهد الرسول والأئمّة المعصومين
حكى الشيخ عبدالنبي العراقي ـ عن المرحوم الميرزا هادي الخطيب الخراساني في النجف (٢) ـ وغيره عن الشيخ محمد طه نجف أنّه سمع مَن يثق بدينه أنّه قد وقف على كتاب ( السلافة في أمر الخلافة ) للشيخ عبداللّه المراغي المصري من علماء القرن السابع الهجري في مكتبة المدرسة الظاهرية بدمشق (٣) ، وفيه : أن أبا ذرٍّ ، وفي آخر : سلمان : قد شهدا بالولاية لعليٍّ في أذانهما بعد واقعة الغدير ، وقد سمع ذلك بعض الصحابة ونقلوه إلى رسول اللّه ، وهم على اعتقاد بأنّ النبيّ سيستنكر هذا الفعل ويوبّخهما ، لكنّهم هم الذين لاقوا التأنيب والتوبيخ
__________________
(١) الكافي ٢ : ٤٩٦ / ح ٢ ، و ص ١٨٦ / ح ١ ، وسائل الشيعة ٧ : ١٥٣ / ح ٨٩٨١.
(٢) الهداية في كون الشهادة بالولاية جزء كسائر الاجزاء : ٤٥.
(٣) أخبرني غير واحد بأ نّهما سمعا من أشخاص كانوا قد شاهدوا الكتاب في المكتبة الظاهر ية ، لكنّي لم أقف على الكتاب رغم بحثي عنه أخيرا.