يسجد لصنم قط. وهو
الذي ولد في الكعبة ، واستشهد في المحراب ، وفي هاتين النكتتين ـ الولادة والشهادة
ـ معنى لطيف وظريف ، ويترتب عليه محبوبية تعاطي الشهادة بالولاية شعاريا في غالب
الأمور المعرفية باعتبارها مفتاح رسالة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ومفتاح معرفة التوحيد الصحيح ، فمع ثبوت هذه الحقيقة لا
مناص من القول برجحانها في كلّ عبادةٍ لدليل الإباحة وخلّو المعارض.
وممّا يدلّ على
ذلك أيضا ما أخرجه الكليني بسند صحيح عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : بُني
الإسلام على خمسة أشياء : على الصلاة والزكاة والحجّ والصوم والولاية ، فقلت : أيّ
شيء من ذلك أفضل؟ قال عليهالسلام : «
الولاية أفضل لأ نّها مفتاحهنّ ؛ والوالي هو الدليل عليهنَّ ... » .
فقوله عليهالسلام : «الولاية مفتاح الصلاة
والصوم ...» ، وقوله عليهالسلام الآخر : « الوالي هو الدليل
عليهنّ » ظاهر في الشعارية
بلا أدنى كلام ؛ لأنّ الإمام الباقر عليهالسلام جعل الولاية مفتاحا لغالب الأمور العبادية وعلى رأسها
الصلاة والصوم والزكاة والحج ، ومعنى كلامه عليهالسلام أنّ الولاية تنطوي على ملاك عباديّ وتشريعي ؛ إذ لا معنى
لكون الولاية دليلاً ومفتاحا للعبادات إلاّ أن يكون معنى من معانيها عبادة.
وقد جاء في تفسير
القمّي في قوله تعالى ( إِلَيْهِ
يَصْعَدُ ألْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) ، قال : كلمة
الإخلاص والإقرار بما جاء من عند اللّه من الفرائض ، والولايةُ ترفع العمل الصالح
إلى اللّه.
وعن الصادق عليهالسلام أنّه قال : الكلم
الطيب قول المؤمن «
لا إله إلاّ اللّه ، محمد رسول
اللّه ، علي ولي اللّه وخليفة رسول اللّه » وقال : والعمل الصالح الاعتقاد بالقلب أنّ هذا هو الحقّ من
عند اللّه لا شك فيه من رب العالمين .
__________________