قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أشهد أنّ عليّاً ولي الله

أشهد أنّ عليّاً ولي الله

أشهد أنّ عليّاً ولي الله

تحمیل

أشهد أنّ عليّاً ولي الله

481/594
*

يسجد لصنم قط. وهو الذي ولد في الكعبة ، واستشهد في المحراب ، وفي هاتين النكتتين ـ الولادة والشهادة ـ معنى لطيف وظريف ، ويترتب عليه محبوبية تعاطي الشهادة بالولاية شعاريا في غالب الأمور المعرفية باعتبارها مفتاح رسالة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومفتاح معرفة التوحيد الصحيح ، فمع ثبوت هذه الحقيقة لا مناص من القول برجحانها في كلّ عبادةٍ لدليل الإباحة وخلّو المعارض.

وممّا يدلّ على ذلك أيضا ما أخرجه الكليني بسند صحيح عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : بُني الإسلام على خمسة أشياء : على الصلاة والزكاة والحجّ والصوم والولاية ، فقلت : أيّ شيء من ذلك أفضل؟ قال عليه‌السلام : « الولاية أفضل لأ نّها مفتاحهنّ ؛ والوالي هو الدليل عليهنَّ ... » (١).

فقوله عليه‌السلام : «الولاية مفتاح الصلاة والصوم ...» ، وقوله عليه‌السلام الآخر : « الوالي هو الدليل عليهنّ » ظاهر في الشعارية بلا أدنى كلام ؛ لأنّ الإمام الباقر عليه‌السلام جعل الولاية مفتاحا لغالب الأمور العبادية وعلى رأسها الصلاة والصوم والزكاة والحج ، ومعنى كلامه عليه‌السلام أنّ الولاية تنطوي على ملاك عباديّ وتشريعي ؛ إذ لا معنى لكون الولاية دليلاً ومفتاحا للعبادات إلاّ أن يكون معنى من معانيها عبادة.

وقد جاء في تفسير القمّي في قوله تعالى ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ ألْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) ، قال : كلمة الإخلاص والإقرار بما جاء من عند اللّه‏ من الفرائض ، والولايةُ ترفع العمل الصالح إلى اللّه‏.

وعن الصادق عليه‌السلام أنّه قال : الكلم الطيب قول المؤمن « لا إله إلاّ اللّه‏ ، محمد رسول اللّه‏ ، علي ولي اللّه‏ وخليفة رسول اللّه‏ » وقال : والعمل الصالح الاعتقاد بالقلب أنّ هذا هو الحقّ من عند اللّه‏ لا شك فيه من رب العالمين (٢).

__________________

(١) الكافي ٢ : ١٨ / باب دعائم الإسلام / ح ٥.

(٢) تفسير القمّي ٢ : ٢٠٨.