ولقوله تعالى : ( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْ تُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأَتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) إلى قوله تعالى ( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رّبِّهِ ) لأنّ الدين لا يزال قائما ما قامت الكعبة (١).
وعن الإمام الصادق عليهالسلام قوله : أَما إنَّ الناس لو تركوا حجّ هذا البيت لنزل بهم العذاب وما نوظِرُوا (٢).
وقد أفرد الحرُّ العامليُّ في وسائل الشيعة بابا تحت عنوان « وجوب إجبار الوالي الناس على الحجّ وزيارة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والإقامة بالحرمين كفايةً ، ووجوب الإنفاق عليهم من بيت المال إن لم يكن لهم مال » (٣).
وقد قال الشيخ البهائي (٤) من الشيعة ، والعيني (٥) من العامة ، وغيرهما (٦) : إنّ أهل بلدة إذا اجتمعوا على ترك الأذان فإنّ الإمام يقاتلهم ، وجاء في صحيح مسلم والبخاري ان رسول اللّه كان يغير إذا طلع الفجر وكان يستمع الأذان فإذا سمع اذانا امسك وإلاّ أغار (٧) وكذلك كلّ شيء من شعائر الإسلام ، كلُّ ذلك لأ نّها شعائر يجب الحفاظ عليها.
والأذان والإقامة ـ حسب النصّ السابق ـ هما من شعائر اللّه ، وممّا يجب
__________________
(١) الكافي ٤ : ٢٧١ / باب انه لو ترك الناس الحجّ لجاءهم العذاب / ح ٤ ، الفقيه ٢ : ٢٤٣ / ح ٢٣٠٧.
(٢) علل الشرائع ٢ : ٥٢٢ / الباب ٢٩٨ / ح ٤.
(٣) وسائل الشيعة ١١ : ٢٣ / الباب الخامس.
(٤) انظر الحبل المتين : ١٣٣.
(٥) عمدة القارئ ١ : ١٨٢.
(٦) الاستذكار ١ : ٣٧١ ، ٥ : ٢٧ ، التمهيد ١٣ : ٢٧٧ ، ٢٧٩ ، ٢٨٠.
(٧) صحيح البخاري ١ : ٢٢١ / باب ما يحقن بالأذان من الدماء ، صحيح مسلم ١ : ٢٨٨ ، شرح النووي على مسلم ٤ : ٨٤ ، فتح البارئ ٢ : ٩٠ ، مصنف ابن أبي شيبة ٦ : ٤٧٧ ، مسند أحمد ٣ : ٤٤٨ ، نيل الاوطار ٨ : ٦٩ ، تحفة الاحوذي ٥ : ٢٠٣.