المتأخّرة ، بل
يتأكّد الجهر بالشهادة بالولاية لعلي ـ ولو بعنوانها الثانوي ـ معها أو قبلها
رعاية للترتيب بين الشهادات الثلاث المأتية في الاخبار ، وقد يقال بجواز الإتيان
بها بعنوانها الأوّلى لأ نّها محبوبة عند الإمام كما في حسنة ابن أبي عمير ، وكما
دلّت عليه باقي الروايات الموجودة في شواذّ الأخبار التي حكاها الطوسي.
وعليه فالمحبوبية
كانت موجودة على عهد الباقر والصادق عليهمالسلام وإن لم يصرّحا بها في كلامهما لظروف التقية ، إذ أنّ
المحبوبيّة التي كانت عند الإمام الكاظم هي استمرار لمحبوبيتها في زمن الإمام علي
والحسن والحسين والسجاد ، وأنّ الإمامين الصادقين كانا واقِفَين على دواعي حذفها
من قبل الحكّام ، لكنّ ظروف التقيّة لم تسمح لهما بنشرها ، وهي التي سمحت للإمام
الكاظم بنشرها.
وعليه فإنّا لا
ناتي بـ « أشهد أنّ
عليّا ولي اللّه » على أنّها جزءً من الأذان ، وبذلك فلا تخالف من الإتيان بها لمحبوبيّتها
الذاتية أو للشعارية مع عدم وجودها في الروايات المحكيّة عن الأئمة في فصول الأذان
، لأنّ تلك الروايات ظاهرة في جزئيّتها ونحن نأتي بها لمحبوبيتها.
سؤال آخر
وهنا سؤال آخر
يطرح نفسه وهو : كيف تأتون بالمفسَّر قبل المفسِّر ، أي تقولون بـ « أشهد أن عليّا ولي
اللّه » قبل الإتيان
بجملة « حي على
خير العمل » وهذا لا يصح في
الأدب العربي؟
الجواب
: كلامكم غير صحيح
، إذ ان ذلك يصح في لغة العرب ولنا شواهد كثيرة عليه ، نترك ذكرها خوفا من الاطالة
، ولعدم ضرورة الأخذ باللّغة في حكم شرعي يتوقف على أمر الشارع فيه ، هل أنّه جائز
أم لا؟ لان الحقيقه الشرعية غالبة على المعنى والاصل اللغوي في الامور الشرعية ، وبما
أن غالب الروايات عندنا جاءت مراعية للترتيب بين الشهادات الثلاث ـ الشهادة
بالتوحيد ، ثم الشهادة