عبد
الله ابن أبي سلول وبعض شيوخ الصحابة أن لا يخرج من المدينة .
لكن
فتيان المهاجرين والأنصار والبعض الآخر من شيوخ الصحابة أحبوا الخروج إلى عدوُهم وملاقاته حيث نزل بأرضهم .
فقال
: أياس بن أبي أوس : إني يا رسول الله لا أحب أن ترجع قريش إلى قومها لتقول : حصرنا محمداً في صياصي يثرب وآطامها ، فتكون هذه جرأة لقريش ، وها هم قد وطئوا سَعْفنا ، فإذا لم نذب عن عرضنا وزرعنا ، فلم نزرع ؟ وقد كنا ـ يا رسول الله ـ في جاهليتنا والعرب يأتوننا فلا يطمعون بهذا منا حتى نخرج إليهم بأسيافنا فنذبهم عنا ، فنحن اليوم أحق إذ أمدّنا الله بك ، وعرفنا مصيرنا ، فلا نحصر أنفسنا في بيوتنا .
وقام
خيثمة أبو سعد بن خيثمة ، فقال في جملة ما قال : . . وعسى الله أن يظفرنا بهم ، فتلك عادة الله عندنا ، أو تكون الأُخرى ، فهي الشهادة ، لقد أخطأتني وقعة بدر وكنت عليها حريصاً ، ولقد بلغ من حرصي أني ساهمت ابني في الخروج فرزق الشهادة . . وقد رأيت إبني البارحة في النوم في أحسن صورة ، يسرح في ثمار الجنة وأنهارها ، وهو يقول : إلحق بنا ، ترافقنا في الجنة ، فقد وجدتُ ما وعدني ربي حقا ، وقد ـ والله ـ أصبحتُ يا رسول الله مشتاقاً إلى مرافقته في الجنة ، وقد كبرت سني ، ودق عظمي ، وأحببت لقاء ربي فادُع الله ـ يا رسول الله ـ أن يرزقني مرافقة سعدٍ في الجنة !
فدعا
له رسول الله بذلك ، فقتل مع من قتل في تلك المعركة .
وقال
الحمزة بن عبد المطلب : والذي أنزل عليك الكتاب ، لا أطعَمُ اليومَ طعاماً حتى أجالدهم بسيفي خارجاً من المدينة .
وتتابع
الناس ، كلٌّ يدلي برأيه وبما عنده ، ورسول الله ( ص ) يبدو كارهاً للخروج ، فلم يزالوا به حتى أظهر موافقته لهم .
فلما
جاء وقت الصلاة من يوم الجمعة ، صلّى بالناس وصعد المنبر ،