تزويج المقداد بن الأسود
ومن هنا ، من هذا المنطلق الإِيماني ، زوج رسول الله صلّى الله عليه وآله المقداد بن الأسود .
وذلك : أن المقداد وعبد الرحمن بن عوف كانا جالسين ، فقال عبد الرحمن للمقداد :
ما لك لا تتزوج ؟
قال : زوجني ابنتك .
فغضب عبد الرحمن وأغلظ له ! (١)
قام المقداد من عنده منكسفاً ، يتعثر بأذيال الفشل ، فلم يكن يتوقع من صحابي كعبد الرحمن أن يرده هذا الرد القاسي ويغلظ له في القول ، وشعر في قرارة نفسه أن طلبه هذا قد جرَّ عليه مهانةً كان في غنى عنها ، وان عبد الرحمن الزهري نظر إليه نظرةً قَبليّةً ؛ فبنو زهرة من صميم قريش ، وأنى لحليف لهم من بهراء لاجىء ان يتطاول على هذا البيت العريق يريد مصاهرته ! ومن يكون المقداد في جنب عبد الرحمن ، وابنة عبد الرحمن !!
غضب
عبد الرحمن وأغلظ له ، فما كان من المقداد إلا أن يمم قاصداً رحاب الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله حيث يجد المؤمن فيض الرحمة والحنان
____________________
(١) : الإِصابة ٣ / ٤٥٤ ـ ٤٥٥ .