انهما
ليسا فيه ، فقال بعضهم لبعض : إن عليه العنكبوت قبل ميلاد محمد ! .
وبقي
الرسول ( ص ) وصاحبه في الغار ثلاثة أيام ـ على رواية ـ ثم ارتحلا ومعهما
غلام لأبي بكر يدعى عامر بن فهيرة ، أردفه ابو بكر خلفه ، وأخذ بهم الدليل
على طريق الساحل .
ولم
تتوانى قريش في طلب النبي ( ص ) وجعلت لمن قتله أو أسره مائة ناقة
.
ومروا
في طريقهم على خيمة أم معبد الخزاعية ، وكانت تقري الضيف ، فسألوها
تمراً أو لحماً يشترونه منها ، فلم يجدوا عندها شيئاً ، فقالت : والله لو كان
عندنا شيء ما أعوزكم ، ! فنظر رسول الله ( ص ) إلى شاة في جانب
الخيمة وقال : ما هذه الشاة يا أم معبد ؟
قالت
: هي شاة خلّفها الجَهْدُ عن الغنم ! فقال لها النبي ( ص ) : هل بها
من لبن ؟
قالت
: هي أجهد من ذلك ؟ فقال : أتأذنين لي أن أحلبها ؟ فقالت : نعم
، فداك أبي وأمي إن رأيت بها حلباً .
فدعا
رسول الله ( ص ) بالشاة ، فمسح ضرعها وذكر اسم الله ، ثم قال
: بارك الله في شأنها . فدرّت من ساعتها ، فدعا بإناءٍ كبير فحلب فيه فسقاها
وسقى أصحابه حتى رويت ورووا ، وشرب هو آخرهم ، ثم قال :
وساقي
القوم آخرهم شرابا
ثم
حلب في الإِناء حتى إمتلأ وتركه لها وارتحل . وما لبث أن جاء زوجها أبو
معبد يسوق أعنزاً حيّلاً عجافاً هُزّلاً ، فلما رأى اللبن تعجّب وقال : من أين لكم هذا والشاة عازبة ؟ ولا حلوبة في البيت ؟!
____________________