الخزرج ، وثلاثة من الأوس .
ولما اجتمعوا للبيعة ـ بعد اختيار النقباء ـ قال لهم العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري :
يا معشر الخزرج ، هل تدرون على مَ تبايعون هذا الرجل ؟ قالوا : نعم . قال : إنكم تبايعون على حرب الأحمر والأسود من الناس ، فإن كنتم ترون أنكم إذا انهكت أموالكم مصيبة ، وأشرافكم قتلاً ، أسلمتموه ، فمن الآن ، فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة ، وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الأموال (١) وقتل الأشراف ، فخذوه ، فهو والله خير الدنيا والآخرة .
قالوا : فإنا نأخذه على مصيبة الأموال ، وقتل الأشراف ، فما لنا بذلك ـ يا رسول الله ـ إن نحن وفينا ؟ قال : الجنة .
قالوا : ابسط يدك ؛ فبسط يده ، فبايعوه على ذلك .
وكان أول من ضرب يده على يد رسول الله سعد بن زرارة ، وقيل : الهيثم بن التيهان ، وتتابع القوم يتسابقون على بيعته .
وتطاير
الخبر الى مشركي مكة بما جرى للنبي مع الأوس والخزرج ،
____________________
= مالك ، والبراء بن معرور وعبد الله بن عمرو بن حزام ، وعبادة بن الصامت ، وسعد بن عبادة ، وكلهم من الخزرج . ومن الأوس : أسيد بن حضير وسعد بن خيثمة ، ورفاعة بن عبد المنذر . سيرة بن هشام / ٦٥ .
(١) : نهكة الأموال : نقصها .
(٢) : راجع سيرة المصطفى / ٢٣٤ وفي سيرة ابن هشام : عن كعب بن مالك قال : فلما بايعنا رسول الله ( ص ) صرخ الشيطان من رأس العقبة بأنفذ صوت سمعته قط : يا أهل الجباجب ـ المنازل ـ هل لكم في مذَمّمْ والصبأة معه ، قد اجتمعوا على حربكم ! قال ، فقال رسول الله ( ص ) : هذا أزَبُّ العقبة ! أتسمع ـ أي عدو الله ـ أما والله لأفرغن لك . السيرة ٢ ـ ٦٧ . وأزب العقبة : إسم شيطان ، والمنازل : منازل منى .