فشكا عبيد الله بن عمر إلى عثمان زياد بن لبيد وشعره ، فدعا عثمان زياداً فنهاه ، فقال زياد في عثمان :
أبا عمرو عبيد الله رهنٌ |
|
فلا تشكك بقتل الهرمزان |
فإنك إن غفرت الجرم عنه |
|
واسباب الخطا فرسا رهانِ |
أتعفو ، إذ عفوتَ بغير حقٍ |
|
فما لك بالذي تحكي يدانَ |
فدعا عثمان زياداً ، فنهاه وشذ به . (١)
ولما اكثر الناس التحدث في دم الهرمزان ، أمر عثمان عبيد الله بالرحيل إلى الكوفة وأقطعه فيها داراً وأرضاً فسمي ذلك الموضع بـ « كويفية بن عمر » وحين ولي الإِمام علي عليه السلام الخلافة ، طلب عبيد الله فهرب إلى معاوية ، فقال عليه السلام : لئن فاتني في هذا اليوم لا يفوتني في غيره !
فلما كانت حرب صفين قتل فيها . وقيل : إن علياً هو الذي قتله ، ضربه ضربةً فقطع ما عليه من الحديد حتى خالط سيفُه حشوة جوفه . (٢)
____________________
(١) : راجع الكامل ٣ / ٧٥ ـ ٧٦ . وشذ به : إذا قُرئت كلمةً واحدة يكون معناها : طرده . واذا قرئت كلمتين ، هكذا : شذّ به : يكون المعنى عزله عن الناس .
(٢) : راجع مروج الذهب ٢ / ٣٨٥ .