قائمة الکتاب
سير عملية الشورى وما افرزت من تناقضات
١٥٣
إعدادات
المقداد ابن الأسود الكندي أول فارس في الإسلام
المقداد ابن الأسود الكندي أول فارس في الإسلام
تحمیل
صوتين ، فهو حتى الآن مركز الثقل حقاً .
ترى ، أيضم صوته لنفسه فيخرج على خطة عمر القائلة : « وما زهرة وهذا الأمر ؟ » أم يمضي الى أمر عمر وخدمة صهره ؟ أم يعدل عن هذا كله ويتجه الى علي صاحب الأمر في عقيدة الكل ؟
كان الرجل ساكتاً أيضاً ، وكان يدير في فكره لفتةً بارعةً ، لا ندري أهي من بناته أم من محفوظاته ؟ ولكنها بارعةٌ في كل حال . (١) فقد التفت إليهما وقال :
أيكما يخرج نفسه من الخلافة ويكون إليه الإِختيار في الإِثنين الباقيين ؟ فلم يتكلم منهما أحد . فقال عبد الرحمن : أشهدكم أنني قد أخرجت نفسي من الخلافة على أن أختار أحدهما . (٢)
ومن براعة لفتته أنه لم يلتفت إلى عثمان ، بل التفت الى علي فقال له : أمدد يدك أبايعك على العمل بكتاب الله ، وسنة رسوله ، وسيرة الشيخين .
فيقول علي : بل على العمل بكتاب الله ، وسنة رسوله ، واجتهاد رأيي .
فيلتفت آنذاك عبد الرحمن إلى عثمان فيذكر له شروطه الثلاثة ، فيقرها عثمان .
ثم
لا يعجل عبد الرحمن ، فيسرع إلى بيعة أخي زوجه من أول مرة ، فهو مطمئن إلى ان علياً يرفض الخلافة بغير شرطه هو ، لأنه لا يناقض نفسه ، ولا يسر حسواً في إرتغاء . ومن أجل هذا إستأنى عبد الرحمن وكرّرَ عرضه على عليّ الذي أباه ثلاث مرات ! ثم نهض وعبد الرحمن يَصْفِق على يد عثمان
____________________
(١) : حليف مخزوم ١٧٥ .
(٢) : شرح النهج ١ / ١٨٨ .