حنظلة بن أبي عامر « غسيل الملائكة »
كان أبوه يدعى بـ « أبو عامر الراهب » وكان مع المشركين ، وقد خرج إلى مكة مباعداً لرسول الله ( ص ) ومعه خمسون غلاماً من الأوس ، فلما إلتقى الناس بأُحد ، كان أبو عامر أول من لقي المسلمين في الأحابيش وعبدان أهل مكة .
فنادى : يا معشر الأوس ؛ أنا أبو عامر !
قالوا : فلا أنعم الله بك عيناً ، يا فاسق . !!
فقال : لقد اصاب قومي بعدي شرُّ ! ثم قاتل المسلمين قتالاً شديداً حتى راضخهم بالحجارة . . (١)
أما حنظلة « ابن ابي عامر » فقد كان في صف النبي محمد ( ص ) وكان حديث عهدٍ بالزواج فقد تزوج من جميلة بنت عبد الله بن أبي سلول ، فأُدخلت عليه في الليلة التي كان في صبيحتها قتال أُحد . وكان قد إستأذن رسول الله أن يبيت عندها فأذن له ، فلما صلى الصبح ، غدا يريد رسول الله ، فلزمته جميلة ، فعاد إليها فكان معها ، وخرج إلى رسول الله مسرعاً ، ولم يغتسل من جنابته ! ـ وكانت جميلة قبل خروجه قد أشهدت عليه أربعة بأنه قد دخل بها ، فقيل لها بعد ذلك لما أشهدت عليه ؟! ـ فقالت : رأيت في الطيف كأن السماء قد انفجرت فدخل بها ، ثم أطبقت عليه ! فعلمت أنه سيُقتل ، وقد حملت منه جميلة بعبد الله ابن حنظلة .
ولما استشهد حنظلة ، قال رسول الله ( ص ) : إني رأيت الملائكة تغسل حنظلة ابن أبي عامر ، بين السماء والأرض بماء المزن في صحاف الفضة ! .
قال
أبو أسيد الساعدي : فذهبنا ، فنظرنا إليه ، فإذا رأسه يقطر
____________________
(١) : الكامل ٢ / ١٤٩ ـ ١٥٠ .