أحبار اليهود(١).
(خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوْبِهِم) [٧] : شهد عليها كما يختم الشاهد حقيقة ، وجملة الختم أنّه استعارة ، فليس لأحد أن يتعلّق منه بتأوّل. وقيل : إنّ (خَتَمَ) بمعنى طبع فيها أثر الذنوب كالسِّمة والعلامة ليعرفها الملائكة(٢) فيتبرّءوا منهم ولا يوالوهم ولا يستغفروا لهم(٣) مع من يستغفرون له في قولهم : (فَاغْفِرْ لِلَّذِيْنَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيْلَك) [سورة غافر : ٧].
(وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشاوَة) [٧] لطول اكتساب الذنوب.
و (سَمْعِهِم) جاء مفرداً لأنّه مصدر.
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يّقُوْلُ آمَنّا) [٨] هم المنافقون ، ثمّ قال : (وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِيْنَ) لأنّ (مَن) تقع على الواحد والجميع ، كما قال الشاعر(٤) :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) هذا تلخيص لرأي ابن عبّاس ذكره الطبري بتفصيله هكذا : «وحدّثنا ابن حميد ، قال : حدّثنا سلمة عن ابن إسحاق عن محمّد بن أبي محمّد مولى زيد بن ثابت عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس : أن صدر سورة البقرة إلى المائة منها نزل في رجال سمّاهم بأعيانهم وأنسابهم من أحبار اليهود ومن المنافقين من الأوس والخزرج.كرهنا تطويل الكتاب بذكر أسمائه» جامع البيان : ١ / ٨٤.
(٢) نقلها أبو علي الفارسي في الحجّة للقرّاء السبعة : ١ / ٣٠١ والماوردي في تفسيره : ١/٦٧.
(٣) نقل الطوسي هذه العبارة في تفسير التبيان : ١ / ٦٣.
(٤) الفرزدق وهو همّام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمّد بن سفيان بن مجاشع بن دارم ، وإنّما لُقّب بالفرزدق لغلظه وقصره ، الشعر والشعراء : ٣١٥ ـ ٣١٦.