كلمة العـدد :
المحتدم الفكري
والنيل من المقدّسات
هيئة التحرير
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى أنّ بادية العرب على جدوبة أرضها وشظف عيشها وفضاضة خلق قاطنيها إلاّ أنّها كانت تحظى بحضارة إنسانية لعلّها تفرّدت بهاآنذاك بين الأمم ، فبينما كانت ولا زالت الحضارات تعتدّ بوفور المال وجمع السلاح والكراع والزهرجة والبهرجة واقتحام البلاد وسفك دماء العباد والتبختر على أشلاء الضحايا ، فقد شهدت البادية لأبنائها أيّاماً سجّلت على رمالها معنىً سامياً للكرامة والنبل والإباء والسخاء وإكرام الضيف وإيوائه واستجارة المستجير وخير شاهد على ذلك حلف الفضول في الجاهلية والذي أقرّه الرسول(صلى الله عليه وآله) ، كما رعت صحاريها ما شخصوا به من مهاراتهم في عذوبة البيان وسجالة الكلام وقوّة الفصاحة والبلاغة حيث يعدّ هذا الأخير هو العذب الفرات الذي نقل لنا من ذاك الرفات الخلق النبيل والمنطق الأصيل والتراث