بتسمية الله عزّ وجلّ(١) ؛ ولذلك قُدّم عليهما جميعاً اسم الله تعالى ، لأنّه كالعَلم الخاصّ الذي يزيد على لفظ الرحمن خصوصية بتسمية الخالق جلّت قدرته.
و (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيْمِ) عندنا من كلّ سورة غير براءة ، بدلالة إثباتهم إيّاها في المصاحف مع توقّيهم أن يثبتوا فيها الأخماس والأعشار.
و (الحَمْدُ لله) [٢] تعليم من الله لعباده كيف يحمدونه كأنّه قال : قولوا (الْحَمْد) ، ويجوز أن يكون إخباراً بأنّ الحمد له كلّه ؛ لأنّ كلّ نعمة فهوفَعلها أو عرض لها ، ولذلك قيل : الحمد لله بالألف واللام إخباراً بأنّ النعم على القائل الحامد دون غيره.
و (الحمد) في الأصل بناء لعموم النعم (والشكر) بناء لخصوصها ، والخصوص يدخل في العموم.
و (العالَم) [٢] قيل : هو اسمٌ لما حواه الفلك ، رواه(٢)أبوالحسن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١/٢٢ ، وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحّاك في تفسيره بقوله : «حدّثنا أبي ، ثنا محمّد بن عبدالرحمن العرزمي ، ثنا أبي ، عن جويبر ، عن الضحّاك في قوله : الرحمن الرحيم قال : الرحمن بجميع خلقه ، والرحيم بالمؤمنين خاصّة» (تفسير القرآن العظيم : ١ / ٢٨).والعجيب أنّ شيخ الطائفة مع إشرافه على مصادر الشيعي الروائية والتفسيرية ورغم نقل كثير من الأقوال والمرويّات من تفسير المغربي ، نسب هذا القول إلى بعض التابعين : «وروى عن بعض التابعين أنّه قال : الرحمن بجميع الخلق والرحيم بالمؤمنين خاصّة» (التبيان : ١ / ٢٩).
(١) نصّ العبارة في التبيان للطوسي : ١ / ٢٩.
(٢) نقل النيسابوري هذا الرأي في إيجاز البيان : ١ / ٥٩ ونسبه في كتابه الآخر إلى الحسن البصري. أنظر باهر البيان في معاني مشكلات القرآن : ١ / ٧.