متبرّين من السهو والعجز (وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيْلَ)(١).
واعلم أنّ تفسير القرآن على أربعة أقسام : قسم محكم يكاد تأويله يظهرفي تلاوته ، وقسم بين الواضح والمشكل قد ازدحم العلماء في تفسيره فاجتبينا أحسن ما ذكروه وضممنا أطراف ما نشروه ، وقسم يُظنّ واضحاًفي التلاوة وتحته جِنىً من العلم يشهد بأعلى رتب البلاغة ، وقد أوردنامنه أكثر ما يحتمله هذا الكتاب على خفّة حجمه ، وقسم محتمل الإشكال ، مرّ أكثر العلماء به صفحاً وألمُّوا بتأويله لمحاً ، فعنده يجب أن تطلب نيابتنا عنك وتلتقط ثمر ما غرسناه لك إن شاء الله تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم. فاتحة الكتاب : افتتاح القراءة بقولنا : (بسم الله الرحمن الرحيم) [١] واجب ، لقوله عزّ وجلّ : (اقْرَأ باسْمِ ربِّك)(٢) ، [سورة العلق ، ١] ، وقد أجمع المسلمون على استحباب افتتاح كلّ أمر بها ، فصارت علماً من أعلام الدّين ، وهي في الذّبح فرض وفي المآكل سنّة مؤكّدة.
و (الرَّحْمن) ذو الرّحمة بالناس كلّهم ، (الرّحِيْم) بالمؤمنين خاصّة عن جعفر بن محمّد [عليه السلام](٣). وقُدِّم (الرّحمن) لأنّه كالعَلم الخاص
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة النحل الآية : ٩.
(٢) نصّ العبارة نقلها النيسابوري في باهر البيان في معاني مشكلات القرآن : ١ / ٤. والظاهرأنّ الوزير لخّص تفسير أبى بكر الرازي في هذا الموضع. أنظر أحكام القرآن : ١ / ٥ـ ٦.
(٣) أنظر المحاسن : ١ / ٢٣٨ ، الكافي : ١ / ١١٤ ، تفسير القمّي : ١ / ٢٨ ، تفسير العيّاشي :