وكان ينقل في تفسيره بعض الروايات التاريخية المعروفة بـ : (الإسرائيليّات) ولم يذكر في بعض مواردها اسم الراوي أو المصدر الذي أخذمنه(١).
كما كان ينتقد روايات السيرة ، ففي سورة الأنفال الآية ٦٥ ينقل عن محمّد بن يزيد المبرّد «أنّ النبيّ كان يطلق الأسرا إزاء تعليمهم المسلمين القراءةوالكتابة ولذلك شاعت القراءة والكتابة في المدينة» فإنّه يقول معلّقاً على ذلك «وليس هذا يثبت عندنا».
ولا بأس هنا من الإشارة إلى أمر مهم فهو بالرغم من أنّه كان يعيش بين أهل السنّة وكان مجبوراً على عدم البوح عن مذهبه في بعض المواضع ولكن كان يدافع في تفسيره عن المعتقدات الأصيلة للشيعة إزاء المعتزلة وجمهور أهل السنّة ، مثلا علّق على قوله تعالى (بَعَثْنَاكُم)(٢) قائلا : «وأنكرت المعتزلة الرجعة عقلا وقالوا : لأنّ فيها إغراءً بالمعاصي ، من أين الإغراء والقوم غير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول : «اعلم إنّ مذهبنا الاختصار وإنّما نورد بعض القصص في بعض المواضع لأنّه يدلّ على آيات لرسول الله(صلى الله عليه وآله) يجب أن نزيدها من الإبانة والوضوح ولا تطيب أنفسنابتركها في طيّ الغموض وبالله التوفيق». هذا وإنّ سيرة ابن هشام (م ٢١٨ هـ) في الواقع ما هي إلاّ تهذيب لسيرة ابن إسحاق (٨٥ ـ ١٥٠هـ).
(١) مثلا في آية (يُرْسِلِ الصّوَاعِقَ فَيُصِيْبُ بِها مَن يّشَاءُ) (الرعد ١٣) قال ضمن بيان رواية طويلة : «نزلت لمّا أهلكت الصاعقة أربد بن قيس ...» ولكن لم يذكر المصدر الذي أخذمنه.
(٢) سورة البقرة الآية : ٥٦.