وكذلك في تفسير قوله تعالى (دَرَاهِمَ مَعْدُوْدَة)(١) قال : «وهي في التوراة عشرون درهماً».
وتارة كان يتكلّم بكلام يوحي بأنّه استنبط كلامه من العهدين من دون أن يسند كلامه إليهما ، ومثال ذلك ما قاله في تفسير قوله تعالى (فَلَمّا أَحَسَّ عِيْسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصارِي إلَى اللهِ)(٢) قال : «(من أنصاري)حين عاد ـ بعد رفعه ـ إلى الأرض وجمع الحواريّين الإثني عشر وبثّهم في الآفاق يدعون إلى الحقّ ..»(٣) إنّ هذه العبارة تبيّن بوضوح أنّ المغربي استفاد من نصّ الإنجيل(٤).
والأمر الآخر هو أنّ المغربي كسائر من عاصره من المفسّرين مال إلى نقل بعض القصص الروائية عن الصحابة والتابعين الواردة في شأن شخصيّات بني إسرائيل الواردة في القرآن الكريم وهي الروايات المعروفة بـ : (الإسرائيليّات) ومثال ذلك ما نقله في باب التابوت في تفسير الآية ٢٤٨ من سورة البقرة حيث نقل كلاماً عن الحسن البصري مأخوذاً من مصادر تفسيرية مثل تفسير الطبري. وكذلك في آية (أَلَمْ تَرَ إلَى الَّذِيْنَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوْفٌ)(٥) فقد ذكر عن ابن إسحاق مطالباً. كما ذكر حول قصّة طالوت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة يوسف الآية : ٢٠.
(٢) سورة آل عمران الآية : ٥٢.
(٣) ص : ٢٤٨.
(٤) انجيل متّي ، باب ١٨ ، انجيل مرقس ، باب ١٦ ، انجيل لوقا ، باب ٢٤.
(٥) سورة البقرة الآية : ٢٤٢.