والجدير بالذكر أنّه قلّ ما نعثر قبل الوزير المغربي على من ذكر روايات الصحابة والتابعين أو من أسند إلى رواة السنّة في مصنّفات تفسير السلف من الشيعة كأمثال الجزي والسياري وفرات الكوفي وعلي بن إبراهيم القمّي والعيّاشي ، حتّى روايات الإمامين الصادقين عليهماالسلام من طرق أهل السنّة والمذكورة في تفاسيرهم مثل تفسير الصنعاني والطبري وابن أبي حاتم فإنّها لم تُذكر في أيّ من تلكم المصادر التفسيرية لسلف الشيعة قبل الوزير المغربي.
هـ ـ وإنّ المغربي هو من جملة من راجع العهدين القديم والجديد مباشرة وينقل تارة أقوالا يأيّد بها رأياً أو يردّه(١) ، وإنّي لم أعرف حتّى الآن مفسّراً قبله تناول أجزاءً مختلفة من العهد الجديد بهذه الصراحة أو يصرّح أنّه سمع مباشرة من اليهود والنصارى.
ولم يعلم هل أنّه كان يحسن اللغة السريانية أم لا؟
فإنّ حواره في أواخر سنيّ عمره مع إيليا إسقف نصيبين(٢) المعروف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ولا بأس هنا من الإشارة إلى أنّ المغربي في تفسير الآية ١٥٠ من سورة الأعراف كان قدصرّح بتحريف التوراة ليس فقط من خلال الشواهد التاريخية بل من خلال نفس النصوص الواردة فيه ومثال ذلك ما جاء في التوراة من أنّ هارون قد توجّه لعبادة العجل وقد أشاع ذلك بين بني إسرائيل ، وهو أمرٌ نحن لا نستحسنه للعقلاء فكيف بالأنبياء.
(٢) إنّ مدينة نصيبين التي تقع اليوم في جنوب تركيا كانت من أهمّ مراكز المسيحيّين