تعالى : (حَمُوْلَةً وَفَرْشاً)(١) حيث قال : «الفرش : صغار الإبل. قال الرازي في كتابه الذي سمّاه أحكام القرآن : إنّ الفرش ما يفرش من أصوافها ، ولو اقتصر هذا الرجل على علمه كان أولى به من تعاطي ما ليس من شأنه».
والملفت للنظر أنّ المغربي رغم احترامه الخاصّ للمعتزلة إلاّ أنّه لم يتجاوز عن اشتباهاتهم اللغوية قط ، وإنّ نقده الأدبي الذي يشوبه الاعتذار من أبي حسن الرمّاني ـ اللغوي والأديب المعتزلي اللامع ـ لمثيرٌ للإعجاب في تعليقه على قوله تعالى : (البَدْوِ)(٢) يقول : «(البدو) : البادية المجتمعون.وقدزلّ الرمّاني زلّة يرتفع علمه عنها عندنا ، فقال : البادية : بلدالأعراب ، وهذا لا يعرف وإنّما هو معتاد في ألفاظ عامّة العراق ، السالكين لطريق الحجّ ، وكرّر على سمع أبي الحسن حتّى ظنّه عربيّاً».
د ـ وهو أوّل مفسّر شيعيّ أورد في تفسيره روايات الصحابة والتابعين من مصادر أهل السنّة ، وإنّ تفسير الطبري هو من أهمّ المصادر التي أخذ منها ومن بعد ذلك اعتمد على روايات السِّيَر من أشخاص مثل عمر بن شبّه ، الواقدي ، ابن هشام ، ابن إسحاق ، ومحمّد بن مسلم الزهري ، وإنّ ما نُقل من مصادر أهل السنّة في تفسير التبيان أكثر من ذلك بكثير وقد اعتمدت هذه المنهجية في تفاسير أخرى مثل مجمع البيان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة الأنعام الآية : ١٤٢.
(٢) سورة يوسف الآية : ٨٨.