ج ـ هو أوّل مفسّر شيعيّ أبدا في تفسيره اهتماماً كبيراً بالجانب الأدبيواللغوي والنحوي للآيات ، وبرأيي أنّ النكات اللغوية والأدبية للوزيرالمغربي لا مثيل لها في تاريخ التفسير الشيعي ، وبما أنّ الوزير المغربي شاعر عارف بمواقع الكلام ولغوي لامع نراه قد اعتنى بهذا الجانب في تفسيره لفهم القرآن ، وله آراء لغوية من ابتكاراته تفرّد بها بحيث لم يسبقه أحد بها وقد ذكرت تارةً في بعض قواميس اللغة المتأخّرة مثل لسان العرب(١) ، وقد اعتمد لأوّل مرّة على الشعر الجاهلي في بيان مفهوم آيات القرآن حيث انتقلت هذه المنهجية إلى تفسير التبيان ومن بعده اعتمدتها سائر تفاسير الشيعة عن طريق مجمع البيان للطبرسي.
ولتضلّعه في أمر اللغة من صرف ونحو فإنّه لم يدع زلّة لغوية في تفاسيرالقدماء إلاّ وأشار إليها حيث سخر من أبي بكر الجصّاص في أحكام القرآن قائلا : «وقد قال أبو بكر الرازي في كتاب أحكام القرآن : إنّ المحسور : المتحسّر على ما أنفق ، ومن مثل هذا المقام استعاذ الجاحظ فقال : ونعوذ بك من العجب بما نحسن ، كما نعوذ بك من التكلّف لما لا يحسن»(٢).
وفي موضع آخر تعرّض مرّةً أخرى إلى أبي بكر الرازي وذلك في قوله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) طبعة دار صادر ، ١٤١٤ هـ ، ١ / ٢٢٣ ؛ ٢ / ١٩٧ ، ٢٢٤ ، ١٠ / ١٣٧ ؛ ١١ / ٣١٣ ؛ ١٢ /٥٩٣ ؛ ١٤ / ٣٨١ ، ٤٤٤.
(٢) في تفسير سورة الإسراء الآية : ٢٩.