أعترفت لك به ، فأنزل الله سبحانه : (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُم رَسُوْلُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيْراً مِمّا كُنْتُم تُخْفُوْنَ مِنَ الْكِتابِ وَيَعْفُوا عَن كَثِيْر) فقام ابن صورا فوضع يديه على ركبتي رسول الله ثمّ قال : هذا مكان العايذ بك ، أعوذ بالله وبك أن تذكر لنا الكثير الذي أُمرت أن تعفو عنه ، فأعرض عليهالسلام عن ذلك ، وسأله ابن صورا عن نومه ، وعن شبه الولد بأبيه وأمّه ، وما حظُّ الأب من أعضاء المولود وما حظّ الأم؟ فقال : تنام عيناي ولاينام قلبي ، والشبه بغلبة أيّ الماءين علا ، وللأب العظم والعصب والعروق ، وللأمّ اللحم والدم والشعر ، فقال : أشهد أنّ أمرك أمر نبيٍّ .. وأسلم ، فشتموه اليهود وعضهوه ، فقال المنافقون ليهود ...».
ب ـ وهو أوّل مفسّر شيعيٍّ استفاد من تفاسير المعتزلة على نطاق واسع أمثال (الجبّائي ، والرمّاني ، وأبو مسلم الأصفهاني) ونقل منها ، وتارة كان يدلي بآرائه الانتقادية ، وعلى إثره فقد انتحى بعض مفسّري الشيعة والسنّة نفس الطريقة أيضاً بعد الوزير المغربي ، أشهرهم الشيخ الطوسي في التبيان وفخر الدين الرازي في مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير ، وقد اعتمد بعض المحقّقين هذين التفسيرين سعياً منهم لإصلاح شطراً من الآراء والأقوال التفسيرية للمعتزلة ، فمن الواضح أن أقدّم تفسير تطرّق للنقل من تفاسير المعتزلة هو المصابيح في تفسير القرآن للوزير المغربي ، وبعض منقولاته من تفاسير المعتزلة لم تذكر في أيّ من التفاسير التي صنّفت فيما بعد.