رسول الله حقّاً صدقاً ، وأسلم ابن صوريا ووقعت به اليهود فشتموه»(١).
وأذكر الآن عبارة الوزير المغربي في المصابيح في تفسير القرآن في تعليقه على الآية ١٥ من سورة المائدة في قوله تعالى : (وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيْر).
«لمّا أخبرهم بالرجم وأخرجه من التوراة ، وأعلمهم (علمه) بغير ذلك ليتركوا المجاحدة ، لئلاّ يظنّوا ما أعلمهم به اتّفاقاً لا مدد له. قال أبو جعفر : (كانت امرأة من خيبر في شرف منهم زنت وهي محصنة ، فكرهوا رجمها ، فأرسلوا إلى يهود المدينة يسألون النبيّ(صلى الله عليه وآله) طمعاً أن يكون رخصة ، فسألوا ، فقال : هل ترضون بقضائي؟ قالوا : نعم ، فأنزل الله (عليه الرجم فأبوه) ، فقال جبرئيل : سلهم عن ابن صورا ، واجعله حكماً بينك وبينهم ، فقال : هل تعرفون شابّاً أبيض أعور أمرد يسكن فدكاً يقال له : ابن صورا؟ قالوا : نعم ، هوأعلم يهودي على وجه الأرض بما أنزل الله على موسى ، قال : فأرسلواإليه ، فأتى ، فقال له رسول الله(صلى الله عليه وآله) : أنت عبدالله بن صورا؟ قال : نعم ، قال : أنت أعلم يهودي؟ قال : كذلك يقولون ، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : فإنّي أنشدك الله الذي لا إله إلاّ هو القويّ ، إله بني إسرائيل ، الذي ظلّل عليكم الغمام ، وأنزل عليكم المنّ والسلوى ، وأنزل عليكم كتابه ، فيه حلاله وحرامه ... هل تجدون في كتابكم الذي جاء به موسى الرّجم على من أُحصن؟ قال عبدالله بن صورا : نعم والذي ذكّرتني به ، ولولا مخافة التوراة أن تهلكني إن كتمت ما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سعد السعود لابن طاووس : ٢١٣.