(وأتممناها بعشر) أي كمّلنا الثلاثين بعشر حتّى كملت ثلاثين ، كما يقال : تمّمت العشرة بدرهمين وسلّمتها إليه»(١) ، كما جاء فيما بعد نفس هذا الكلام في مجمع البيان : «(فَتَمَّ مِيْقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِيْنَ لَيْلَةً) إنّما قال هذا مع أنّ ما تقدّمه دلّ على هذه العدّة للبيان والتفصيل الذي تسمّيه الكتّاب : الفذلكة ، ولو لم يذكره لجاز أن يتوهّم أنّه أتمَّ الثلاثين بعشر منها على معنى كمّلنا الثلاثين بعشر حتّى كملت ثلاثين ، كما يقال : كمّلت العشرة بدرهمين»(٢).
ويبدو أنّ محمود بن أبي الحسن النيشابوري (القرن السادس) كثيراً ماكان متأثّراً بتفسير المغربي في كتابيه إيجاز البيان عن معاني القرآن وباهر البيان في معاني مشكلات القرآن ، والملفت للنظر أنّه لم يذكر اسم المغربي وتفسيره قط ، ولعلّ ذلك بدليل تشيّع المغربي ، وقد عثرنا على عدّة موارد نذكر بعضها :
الأنموذج الأوّل : قال الوزير المغربي في بيان معنى (البدو)(٣) في تفسير المصابيح : «البادية : المجتمعون ، وقد زلّ الرمّاني زلّة يرتفع علمه عنها عندنا ، فقال : البادية : بلد الأعراب ، وهذا لا يعرف وإنّما هو معتاد في ألفاظ عامّة العراق ، السالكين لطريق الحجّ ، وكرّر على سمع أبي الحسن (الرمّاني)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) التبيان : ٤ / ٥٣٢.
(٢) مجمع البيان ٤ / ٧٢٩.
(٣) سورة يوسف : ٨٨.